هذا الفصل “الخريف” يعتبر فصل الأمراض.. وحتى شهر يناير إنه فصل التحول المناخي من الصيف إلى الشتاء.. وهو في الغالب ما يكون معتدل تكثر فيه الرياح التي تحركها التغيرات في مناطق الضغط الجوي.. مع العلم أن هناك مؤثرات محلية تتدخل في التأثير على المناخ وأهمها مؤثرات التنوع التضاريسي..على أي حال إن هذا الفصل هو فصل الأمراض الوبائية كالأنفلونزا، والملاريا، وحمى الضنك، والإسهالات والصداع نتيجة للتقلبات الجوية على مدار الساعة، وخلال تعاقب الليل والنهار.. ومما يزيد الطين بلة ضعف المقاومة لدى الناس “الأغلبية الساحقة” التي تعاني اليوم من الفقر كون الطبقة المتوسطة قد انضمت إلى الفقراء.. مما أدى إلى ارتفاع نسبة من يعانون من سوء سواء التغذية، وبالتالي تهزل أجسامهم وتصبح أقل مقاومة للأمراض. من المهم جداً هنا الإشارة إلى أن الأكثر عرضة لهذه الأمراض الوبائية الفصلية هم الأطفال.. واليمن معظم سكانه من الأطفال، وقد لاحظنا الاحصاءات التي تعلنها منظمات عالمية أن نسبة عالية من هذه الفئة العمرية تعاني من سوء التغذية، وعليه فهذه النسبة العالية من سكان اليمن يتعرضون لأمراض الفصل خاصة وأنهم يعانون من سوء التغذية، وانعدام الإمكانات الأسرية لتوفير الغذاء اللازم لهم، ناهيك عن عدم قدرتها على توفير الملابس اللازمة لمثل هذا الفصل وهم الذين يصحون من الصباح الباكر ليذهبوا إلى مدارسهم.. فيكونون أكثر الفئات العمرية تعرضاً للتغييرات الوبائية، والرياح التي تنقل وتنشر في الجو كل الميكروبات، والفيروسات المسببة لأمراض فصل الخريف.. والمشكلة أن المدارس عندنا مدارس مفتوحة غير محمية من الرياح وما تحمل من أتربة محملة بالميكروبات والفيروسات وغيرها. ومنذ سنة وحتى اليوم، وبسبب الأزمة السياسية، والاضطرابات الأمنية والإضرابات عن العمل، والتسيب واللا مسؤولية كلنا نعاني من تراكم القمامة في الشوارع الرئيسية، والفرعية، والأزقة، والشوارع الضيقة، وتظل لأشهر حتى تتعفن، وتصبح مصدراً للروائح الكريهة، وتصير مصدراً للأوبئة الكثيرة.. وهو ما يزيد مما تحمله الرياح من فيروسات، والميكروبات، ومما لا نعرف من الكائنات التي لم تعرف ولم تكتشف حتى الآن، وذلك ما يزيد من انتشار الأوبئة، والأمراض بين الكبار والصغار دون تمييز أو تفريق، وبالتالي ترهق المواطن وجيوبه والتي هي مرهقة، ومصفرة أصلاً. طبعاً.. لا أستطيع هنا أن أورد النصائح والإرشادات بكيفية مواجهة مثل هذه الأمراض والأوبئة والحماية والوقاية منها.. أولاً لأني لست طبيباً اختصاصياً وثانياً لأني أعلم أن المواطن “ الأغلبية العامة” لا يستطيع أن يشتري المواد الغذائية الواقية والتي تشكل مقاومة للجسم لفقر هذه الأغلبية الساحقة من الشعب.. لكن سأدعو الله لهم ولي!!