لم تدرِ أن زينتها تلك كانت آخر مرةٍ لها .....وأنها تهيأت لتستقبل جثة هامدة و فرحة العيد تحولت لديها إلى كابوسٍ قلب حياتها رأساً على عقب....!! تلك صورة تتكرر كثيراً في واقعنا كيمنيين ابتلاهم الله بوعورةٍ في الطرقات...وبمسئولين بلا مسئولية....!! طرقاتنا مع كل مناسبةٍ تهلُ علينا كالأعياد وحتى في الأيام العادية تكشفُ عن سوأتها....خاصةً عند عودة أبناء القرى إلى مناطقهم حيث تكثرُ الحوادث المرورية على الخطوط الطويلة بالذات...فكم من أرواحٍ فُقدت وتحولت أفراحهم إلى مآتم في أيامٍ يُفترض أنها من أسعد الأيام باجتماع الأهل والأحباب ليقضي الجميع فرحة المناسبات الدينية بسلامٍ وسعادة....؟! ولكن أنىّ لمواطن هذا البلد المُبتلى بهمومٍ ومعاناةٍ زادتها طرقات هي بمثابةِ قبورٍ للمارين عليها....!! ومازلتُ أذكر تقريراً ُرفُع عن طرقاتِ اليمن قبل عامين تقريباً لأحد الباحثين العالميين وذيّله أن :(طرقات اليمن حربٌ تحصد الأرواح يوميا)....!! وما يؤسف له أن مسئولينا لا يدرون عن الأمرِ شيئاً....ولم يحركوا ساكناً ....!! و لم ألم (جارتنا لطيفة) حين قالت أنها ستعودُ لزمنِ الحمير وأنها ستزورُ أقاربها في الأعياد القادمة على ظهر(حمار) برفقة العم(لطيف) حسب تعبيرها أنها غير مستعدة للموت دون أن تنطق الشهادتين.....!! وهذا هو المُضحكُ المبكي....لأننا بتنا في زمن السكك الحديدية والجسور المعلقة والسفر لقضاء إجازة العيد بكواكب خارج مدار الكرة الأرضية .....ونحن مانزال في وطننا الحبيب نمشي مشي السلحفاة ونحلم بطرقٍ توفر أبسط مقومات السلامة للمارين عليها......! فهل سيعي مسئولونا مهمتهم في إيجادِ حلولٍ عاجلة لطرقاتنا القاتلة......؟؟ ويرفقون بمواطنيّ هذا البلد المتعبين من ظروف المعيشة ناهيك عن الموتِ المتربص بهم على الطرقات....!!؟ نأمل ذلك.