الإسلام بريء كل البراءة من الجماعات المتطرفة.. أياً كان مذهبها أو شرعها.. لأن الاسلام حريص كل الحرص على عقيدته وشرعه ومنهجه من أي انحرافات أو سلوكيات شاذة.. أو ممارسات خاطئة باسم الدين.. فالمنهج الاسلامي يقوم على العلاقات الاجتماعية القائمة على المحبة والإخاء والتراحم والتكافل والتعاون على البر والتقوى والابتعاد عن الإثم والعدوان.. فالخلاف أو الاختلاف في الرأي هو السبيل الى الوصول بالحوار الهادئ الجاد والنقاش الهادف الى ثمرة النجاح.. فالاسلام علمنا أدب الخلاف في الرأي، فلا يصر أحد منا على فرض رأيه على الآخر.. على انه على صواب دائم.. وغيره على خطأ واضح، بل إن كلاً من الخطأ والصواب وارد على كل انسان مهما كانت منزلته العلمية أو الوجاهية.. وصدق المولى عز وجل القائل:( وانا وأياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين). سورة سبأ- الآية (24) فأي إصرار على الآراء مهما كانت فيه تعنت قد يؤدي الى اضطراب وفوضى في حياة الناس.. وعلى العقلاء والعلماء والحكماء ان يردوا الأمور كلها- كما جاء في قوله عز وجل:( فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً).. سورة النساء الآية : (59). فالذين يروجون للأفكار الضالة والمضللة، ويروعون الناس الآمنين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.. فهم مرضى في نفوسهم وقلوبهم وعقولهم.. لأنهم سلكوا طريق الضلال.. ويحسبون انهم يحسنون صنعاً.. هؤلاء النفر النشاز لايريدون حواراً ولا نقاشاً.. لأنهم يعتقدون أنهم فوق البشر وما دونهم عبيد أرقاء.. كل هدفهم استمرارهم في الانحدار في هوة الخلاف والاختلاف والصراعات الفكرية بل والاقتتال دون مبرر مشروع.. وذلك ما حذر منه الإسلام.. كما جاء في قوله تعالى:(ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). سورة الأنفال- الآية: (9). ان مظاهر التطرف المرفوض نصاً وروحاً في الاسلام التعصب للرأي والفكر ومحاولة فرضه على الآخرين بقوة السلاح والقتال.. وليس بالحكمة والحوار والجدال بالتي هي أحسن كما أمر الله في تنزيله.. فالدين دائماً يدعو الى اليسر.. لاعسر فيه، ومحاولة فرض التشدد والغلو في الدين فيه إثم كبير وجرم عظيم.. فلا غلظة ولا فظاظة في التعامل، ولاخشونة في الأسلوب، ولاتعنيف في الخلاف أو الاختلاف.. لأن الله عز وجل امتدح رسوله الكريم بلين الجانب، والرأفة والشفقة والرحمة كما جاء في قوله عز وجل:( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).. سورة آل عمران- الاية (12).. وعلينا بالنأي عن الظن السيىء بالناس، سواء في ذلك اتهامهم في العقيدة أو السلوك الفكري أو حتى السياسي.. فلابد من التزود بالثقافة الاسلامية من منابعها الصافية النقية، ومن جوهر العقيدة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. وبتحصين الشباب بها ضد الافكار الضالة والمضللة والمضلة، والتطرف في الدين والغلو والتعصب. وكلنا مطالبون بالوقوف في وجه كل تطرف وعدوان.. وكل من يدعو الى ضلال او الى فكر ضال مهما كانت منزلته ومكانته.. حرصاً على أمن المجتمع وسلامته.. ومن هنا لابد أن تقوم الاحزاب السياسية بدورها التنويري وتعدل ممارستها، فلا يكون هدفها الاقتتال وتضليل الحقائق، واظهار المثالب، واستخدام المفردات الجارحة التي تثير ولاتنير.. وعلى وسائل الاعلام المتنوعة ان تباشر حواراً هادفاً وجاداً حول التطرف وأبعاده وأسبابه المختلفة وبين كافة التيارات بمختلف اتجاهاتها الفكرية أو المذهبية أو السياسية مبصرةً بالمخاطر الحقيقية، والآثار الاجتماعية والاقتصادية والدينية الناتجة عن التطرف والعنف والارهاب.. وان تكف وسائل الاعلام عن اشاعة الفرقة والتنابز بالألقاب والاحقاد.. وان تكون الكلمة مثمرة لا مدمرة.. فلا يحق لوسيلة اعلامية مهما كانت أيديولوجيتها ان تطعن المجتمع في دينه، أو تقوم بتجريح العلماء والأدباء ورجال الدين الأجلاء، وقلب الحقائق، وتزييف التاريخ وأحداثه ووقائعه.. واخيراً لابد ان نواجه التطرف الفكري بالفكر المثمر، والحوار البناء الهادف الى الإيضاح والإفصاح.. فالحجة لاتقارع إلا بالحجة.. والمنطق لايجارى الا بالمنطق.. أما القوة فهي سلاح الجبناء والضعفاء..!! رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460780347294379&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater