- ما حدث في بلادنا خلال الفترة الماضية ويحدث الآن, من تعقيدات قد افرز إرهاصات ونكبات مدمرة جدا في كافة المستويات, الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية, مازلنا كلنا نتلظى من سعيرها ونكاد أن نهلك.لعل أسوا ما أفرزته هذه الأزمة انتكاسة كبيرة في الأخلاق ونكبة فتاكة في الأمن والأمان أصابت المجتمع في مقتل وهي سطوع نجم المنحرفين ومتعاطي المخدرات والعصابات المسلحة أكثر من أي وقت مضى وانتشارها وتجولها مدججة بالأسلحة بشكل ملفت ومقزز بحيث صارت تشكل تهديدا سافرا لأمن الموطن الخائف منها على حياته وماله وعرضه. - نستطيع أن نؤكد بأن هذه العصابات باتت تعيش في الوقت الراهن أزهى عصورها ولم تكن حتى تحلم يوما بهكذا حرية فوضوية تسرح فيها وتمرح وتعتدي في ظل تغافل شديد من جهات الاختصاص وترك الحبل على غاربه والشاهد على ذلك الفوضى العارمة ولعلعة الرصاص نهارا وليلا وتكسير واجهات المحلات لسرقتها وابتزاز أصحابها وحوادث التقطعات والاختطافات والقتل التي يقوم بها هؤلاء المنحرفون ولم نسمع قط أن الجهات الأمنية قد القت القبض على أي منهم رغم كثرة الشكاوى وكثرة الأخطار والجرائم التي ارتكبوها. - يا ترى لحساب من يعمل هؤلاء العابثون؟هل لحساب أنفسهم ولحساب الكيف أم لحساب نافذين سياسيين مخربين كل همهم جعل اليمن في دائرة فوضى ومعمعة واقتتال ودمار؟ولماذا تتغافل أقسام الشرطة والمباحث وتتراخى عن أداء مهامها وتلعب أدوارا خجولة منفذة لمقولة أذن من طين وأخرى من عجين؟هل أصبحت مراكز الشرطة مباني زائدة عن الحاجة وكل من يعمل فيها متواجد لابتزاز الضعفاء وحسب؟لمن يلجأ المواطن إن كان لا يجد حاليا أي استجابة لاستغاثاته وإنقاذه من أي عابث ؟ولماذا صارت حياة المواطن رخيصة لهذا الحد؟ولماذا كلما دخلنا قسم شرطة انتابنا شعور بأننا دخلنا وكرا للمافيا؟ومتى سترتقي الجهات الأمنية بأدائها المهني بشكل صحيح وتصبح فعلا في خدمة الشعب وليس العكس؟ - أسئلة كثيرة نطرحها أمام كل مسئول مازال ضميره حي ينبض بحب الوطن ويسعى لتصحيح كل وضع خارب وكل حال مايل وكل أفئدة مريضة مازالت توقد نيران الخراب والهلاك لليمن . - الحاصل أن الجهات الأمنية تغض الطرف عن أعمال تخريبية كثيرة وأشخاص كثر يرتكبونها ولا ندري سببا لكل ذلك والغريب في الأمر والمحزن حقا في ذات الوقت أنهم يعرفون هؤلاء الأشخاص المخربين بالاسم والعنوان إلا انهم يعجزون عن ردعهم أو القبض عليهم وجعلهم يعيثون إفسادا في الأرض يروعون الناس ويشعلون في البلاد دخان الموت ولهيب المعاناة والرعب العظيم. - الوضع بالفعل صار خطيرا للغاية في ظل تزايد أعداد مثل هذه العصابات المسلحة وتشكيلها خطرا امنيا يهدد الجميع في هذا الوطن الغالي وان استمرت جهات الاختصاص في دعممتها وتراخيها وسكوتها عن الحق والعدل فان اليمن ستنزلق لمزالق ولعواقب وخيمة وسيتفاقم الموت ويستمر نزيف الدم اليمني في الانهمار وتستمر الفتنة في الاشتعال إن لم تجد عقولا واعية وشجاعة قادرة على إخمادها نهائيا. . - حين يعجز الأمن عن تأمين روع المواطنين فلا فائدة أبدا من كل شعارات رفعناها منذ سنتين طالبنا فيها بالأمن والأمان والاستقرار وانعتاق اليمني من خناق الوصاية والهمجية والهنجمة وعقليات العصور الوسطى الجامدة لأننا بالفعل نريده عصرا يزهو بالفكر والقيم والحرية والرقي وليس عصرا للتخلف والأفكار الهدامة والسلوكيات العبثية التي سئمناها. - وإذا كانت جهات الأمن هكذا حالها وعجزت عن ضبط شرذمة منحرفين بلاطجة دوخوهم,فكيف سيكون حالهم مع الحيتان الكبار والمفسدين العمالقة المدججين بآلاف الحراسات والذين قامت الثورة من اجل تطهيرنا منهم يا ترى؟وهل بهكذا أداء متراخياً ستستطيع انجاز هذا الهدف ؟نشك في ذلك وعلى الدنيا والثورة السلام.