شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على قطاع غزة وضربت سواحلها بالقذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة وفتحت النيران البرية من أكثر من مكان منذ ثلاثة أيام وأكد المسؤولون الإسرائيليون وعلى رأسهم رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو أنهم دمروا البنية التحية للصواريخ الفلسطينية وبعض قيادات حركة حماس وفي مقدمتهم أحمد الجعبري. ولازال القصف متواصلاً بالنهار والليل في الوقت الذي قالت صحيفة أمريكية إن إدارة البيت الأبيض طلبت من الرئيس المصري محمد مرسي الضغط على الفلسطينيين اي فصائل المقاومة في غزة للتهدئة، بينما الإعلام الأمريكي مثل الإعلام الإسرائيلي يطلق التهديدات والاتهامات لمن يسميهم إرهابيين فلسطينيين بأنهم سيدفعون ثمناً فادحاً لاعتداءاتهم على المواطنين الإسرائيليين، وهي أجندة قديمة وتتجدد كلما قامت إسرائيل بخرق الهدنة تلو الهدنة مع الفلسطينيين بواسطات عربية بعضها معلنة كالتي كانت مصر تقوم بها أيام الرئيس السابق حسني مبارك ويمثله فيها عمر سليمان رئيس المخابرات السابق، وكان كلما ابلغ الفلسطينيون إخوانهم المصريين بالموافقة خذلتهم إسرائيل بشن اعتداءات جديدة بدون سبب بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية التي تسارع إلى اتهام الفلسطينيين وتبرئ الإسرائيليين على الفور، وفي الكواليس تسعى بعض الأنظمة العربية إلى ضم جهودها مع الجهود المصرية لمواصلة الضغط على الفلسطينيين وانتزاع موافقاتهم على ما تريده إسرائيل المرة تلو الأخرى ويتكهن النشطاء السياسيون العرب بأن الدعم المالي الذي تعد به بعض الاقطار الغنية في الخليج والتي اخذت تلعب أدوارًا سياسية حاسمة في المنطقة وحولها بما لديها من ثروات لتكون مكملاً للدور الأمريكي في الترهيب والترغيب لدرجة أن مواقفها من الاحداث في سوريا لم يعد فيها شك في الانحياز لأحد الطرفين. المهم أن الفلسطينيين صمدوا بل فاجأوا إسرائيل وحلفاءها بقدراتهم الدفاعية ووصلت صواريخهم ومدفعيتهم إلى ضواحي تل ابيب وعدد من البلدان والمدن الإسرائيلية رغم ان القبضة الحديدية الإسرائيلية الأمريكية اعترضت عدداً من الصواريخ الفلسطينية في الجو وشوهد الإسرائيليون في تلك المناطق وهم يصرخون ويهربون إلى الملاجئ وينظرون إلى السماء التي تلاقت فيها الصواريخ والصواريخ المضادة وهو ما جعل القيادة الإسرائيلية وكما جاءت الأنباء تطالب بهدنة جديدة غير أن الفلسطينيين شكلوا غرفة عمليات للتعامل مع العدوان من قبل جميع الفصائل وأكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من السودان يوم الخميس الماضي أنهم قد جربوا الألاعيب الإسرائيلية وانه لا يمكن الوثوق بهم من جديد، وخاطب اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة بغزة الرئيس المصري بفتح المعابر بصورة دائمة لتمكين أبناء غزة من الثبات ومواجهة مصاعب الحصار الشامل الذي كان النظام المصري السابق يفرضه بحجة تقيده باتفاقية السلام مع إسرائيل التي ابرمت عام 77م ويعتبر حكام غزة المنتخبين ديمقراطياً متمردين على قيادة السلطة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.