شنت طائرات الجيش الإسرائيلي 17 غارة جوية فوق مناطق مختلفة في قطاع غزة، وهناك أنباء عن سقوط قتلى وجرحى. واكدت حركة حماس مقتل قائد كتائب القسام في غزة احمد الجعبري في واحدة من هذه الغارات. وقال الجيش إنه استهدف "عددا كبيرا" من مواقع إطلاق صواريخ حماس طويلة المدى في قطاع غزة، مشيرا الى أن استهداف هذه المواقع هو إضعاف قدرات حماس على إطلاق الصواريخ. واطلقت اسرائيل على ما تقول انها عملية امنية واسعة ضد مطلقي الصواريخ في غزة اسم "حملة عنان السماء". وأعلن التلفزيون الإسرائيلي أن الجيش يستعد لإطلاق عملية عسكرية واسعة في غزة. حماس تؤكد مقتل الجعبري وأكدت حركة حماس في غزة مقتل الجعبري في الغارات الإسرائيلية، حيث قال اسلام شهوان الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة "إن الهجوم الإسرائيلي تم بنحو عشرين غارة جوية استهدفت مقرات أمنية تابعة للشرطة وأدت الى مقتل ستة على الأقل من بينهم الجعبري." واضاف المتحدث أن نحو خمس وعشرين شخصا آخرين جرحوا في الهجوم الإسرائيلي. والجعبري هو اكبر مسؤول من حماس يتم قتله بعد الاجتياح الفلسطينيلغزة منذ اربعة سنوات. ويقول شهود عيان إن الجعبري كان في سيارته في مدينة غزة عند انفجار سيارته. وقال جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) في بيان إن "الجعبري كان مسؤولا عن تمويل والاشراف على العمليات العسكرية والهجمات ضد اسرائيل". واضافت "إن تصفيته اليوم رسالة لمسؤولي حماس في غزة إنهم اذا واصلوا دعمهم للارهاب ضد اسرائيل، فإنهم سيتعرضون للاذى". ويقول مراسل بي بي سي في غزة إنه يمكن سماع صوت اطلاق النيران في الشوارع. ويقول إن الغضب يعم المدينة وانه يخشى ان يؤدي الهجوم الى تصعيد كبير في اعمال العنف. إدانة فلسطينية وأدانت السلطة الفلسطينية "بشدة" اغتيال الجعبري والتصعيد الاخير على قطاع غزة. وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية " اننا ندين بشدة التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة". وأضاف عريقات يبدو ان اسرائيل كان لديها نية مبيتة لعدوان شامل اتجاه قطاع غزة، فبالرغم من الجهود المصرية لتحقيق التهدئة إلا ان الاجندة الاسرائيلية واضحة باغتيال الجعبري والقصف الواسع على القطاع". وحمّل عريقات الاحتلال مسؤولية ما يحصل في قطاع غزة، قائلا "نخشى ان يأخذ القصف ابعادا اخرى". وشدد عريقات على ان الرئيس محمود عباس يبذل جهودا كبيرا بالاتصال مع العديد من المؤسسات الدولية والزعماء لإنهاء العملية على غزة. إعلان حرب واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن اغتيال الجعبري هو "إعلان حرب". وقالت الحركة في بيان لها إن "استهداف القائد أحمد الجعبري، هو إعلان حربٍ على شعبنا، وبناءً عليه فإننا سنتعامل مع هذا الإعلان الصهيوني بنفس المستوى". ودعت الحركة "كافة أذرع المقاومة وجماهير شعبنا لإعلان الاستنفار العام لمواجهة سياسات الاحتلال العدوانية". "رئيس أركان حماس" وكان الجعبري، 52 عاما، على رأس قائمة المطلوبين من قبل اسرائيل منذ سنوات طويلة. ويعد الجعبري من الرعيل الأول للقيادات العسكرية لحماس، وقد خلف القائد العام للكتائب محمد الضيف الذي أصيب في محاولة اغتيال سابقه في عام 2002. ونجا الجعبري من عدة محاولات للاغتيال كان من بينها استهداف منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بعدة صواريخ في عام 2004. وتطلق اسرائيل على الجعبري "رئيس أركان حركة حماس"، في دلالة منها على المكانة التي يحظى بها في داخل صفوف الحركة. و حصل الجعبري على البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، واستهل حياته ناشطا في صفوف حركة فتح. واعتقل مع بداية الثمانينيات على يد القوات الاسرائيلية وأمضى 13 عاماً في سجونها بتهمة الانخراط في مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية عسكرية ضد اهداف اسرائيلية عام 1982. وخلال وجوده في السجن، أنهى الجعبري علاقته بحركة "فتح"، وانتمى لحركة حماس .