إسرائيل في هذه اللحظة تمر بأعقد أزماتها السياسية، فالحكومة الائتلافية بين أحزاب الليكود، وكاديما، وإسرائيل بيتنا، والاستقلال، مهددة بالفشل، والبرلمان “الكنيست” حل نفسه بالإجماع، قبل عام من انتهاء مدته القانونية، والانتخابات البرلمانية مقررة في 22 يناير المقبل، وحتى الآن لم يجد الساسة الإسرائيليون من نفق للهروب من الأزمات الداخلية، وليس لدى الحكومة من إنجازات تواجه بها الشعب اليهودي. في أواخر 2008 وبداية 2009 كانت الحكومة الإسرائيلية تمر بأزمات داخلية كبيرة ومعقدة، فجاءتها حادثة اختطاف الجندي “شاليط” من قبل “حماس” هدية من السماء، فهربت من أزماتها الداخلية إلى غزة، وألهت الشارع الإسرائيلي عن أزمته الداخلية عبر الحرب الشرسة على قطاع غزة. في الحرب السابقة كانت غزة نفقاً للهروب من الاستحقاقات الداخلية، لإسرائيل، وكثير من الدول العربية، التي بدت متشنجة تجاه إسرائيل، وأسكتت معارضة الداخل، كما لو كانت الحرب تدق أبواب عواصمها (تذكروا الرئيس السابق صالح وهو يدعو إلى عقد قمة عربية طارئة، وحين عقدت في الدوحة لم يحضرها، ثم أرعد وأزبد، ودعا المجتمع الدولي، وقدم مقترحات متعددة، وألهى الشارع اليمني عن أزمته الطاحنة، التي تصاعدت بفعل وصول الحراك الجنوبي إلى ذروته). ولا حل في اللحظة الراهنة أمام رئيس الحكومة “رئيس الليكود” نتنياهو، ووزير الدفاع “رئيس الاستقلال” ايهود باراك غير الهروب إلى غزة، وشن حرب عليها حتى وإن لم يوجد مبرر، كما في الحرب الأولى. إذاً الخيارات تضيق أمام المتشبثين بالسلطة، خاصة وأن رئيس الحكومة الصهيونية يواجه أربعة ضغوطات: الأول: رفض البرلمان الموافقة على ميزانية الدولة للعام 2013، والثاني: سماح القضاء الاسرائيلي لرئيس الوزراء السابق “ايهود أولمرت” بالترشح وتبرئته من قضايا الفساد التي تلاحقه، والثالثة: أن قائمة التحالفات تتراجع باستمرار، والرابعة: تآكل شعبية رئيس الحكومة “نتن ياهو” بسبب استقالة وزير الاتصالات “موشيه كحلون” من حزب كاديما واعتزاله الحياة السياسية، وليس من وسيلة لترضية الشعب اليهودي غير استباحة الدم الفلسطيني. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467181559987591&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater