ألاّ أتحدث عن إنجازاتي وما أسبغ الله عليّ من النعم أو ما أعطاني الله من عطاء أو موهبة أمام حاسد؛ لأن طبيعة الحاسد أنه يتمنى زوال النعمة عن المحسود، ويزيد في عداوته وتربصه به، وكثير من الناس أصابتهم عيون الحاسدين بسبب استعراض نعم الله عليهم أمام الحاسدين والحاقدين، وعندما قال الله تبارك وتعالى: «وأما بنعمة ربك فحدث» فإنه يرشدنا أن نتحدث عن النعم بلغة الحمد والشكر والاعتراف للمنعم بفضله علينا بدون الدخول في التفاصيل التي يمكن أن تثير حفيظة الحاسدين وأصحاب النفوس المريضة الذين لا يحبون الخير أصلاً لغيرهم، ويتمنون زوال النعم عن الآخرين..ولسان حالك يقول: الحمد لله على كل حال، وخاطبهم في سرك: «قل موتوا بغيظكم»، وعندها سينطبق عليهم قول الشاعر: والنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. علمتني الحياة أن «الصبر» هو الكنز الذي يجب أن تحافظ عليه وتتحلى به والصديق والصاحب والثروة والسلاح لمواجهة الصعاب وقهر المحن, والنجاة من الفتن مهما عظمت. بالصبر تؤدب وتقهر نفسك الأمارة بالسوء، بالصبر تقهر أعداءك وتغيظ حسادك وتحقق آمالك وطموحاتك وأهدافك. الصبر عبادة قدمت على جميع العبادات بما فيها الصلاة «واستعينوا بالصبر والصلاة»...«إن الله مع الصابرين»، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر»، وعندما يحل البلاء والامتحان بالفرد أو بالمجتمع وتدلهم الخطوب فإن الله اختص الصابرين بالبشارة «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين». وبشارة الخالق لعبيده هي البشارة العظمى والنجاة التي ليس بعدها نجاة، فما أجمل وأعظم بشارة الخالق لك وقبولك في حزب السعداء «الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون». علمتني الحياة أن أعظم إدمان وأبرك إدمان هو إدمان التسبيح والتحميد والتهليل «سبحان الله وبحمده ...لا إله إلا الله». كن من المسبحين لتجدالاطمئنان والسكينة والسلام الداخلي بينك وبين نفسك وبينك وبين خالقك وبينك وبين الآخرين...كن من المسبحين، كل شيء يسبح لله الشمس..القمر..النجوم.. الجبال.. الطيور .. الأشجار.. السماوات.. الأرض «يسبحون بالعشي والإشراق» , «بالغدو والآصال», «لايفترون», «لا يسأمون»، «وإن من شيء إلا يسبح بحمده», فلا تكن الطيور والأسماك أفضل وأعقل وأنبه منك.. التسبيح طوق نجاة ومنحة إلهية لمن ضاقت به السبل وضاقت به الأرض بما رحبت.. التسبيح نجى سيدنا يونس وهو في بطن الحوت، وسوف ينجي كل يونس إلى يوم الدين «فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون». رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467638353275245&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater