تقديس وتسبيح سبحان من سبحه الخلائق باللفظ سبحان من سبحه اللفظ بالمعنى سبحان من سبحه المعنى بالإشارة سبحان من سبحته الإشارة بالإلهية سبحان من سبحته الإلهية بالتوحيد سبحان من سبحه التوحيد بالتفريد سبحان من سبحه التفريد بالصمدانية سبحان من سبحته الصمدانية بالصفاتية سبحان من سبحته الصفاتية بالذاتية سبحان من سبح نفسه لما انقطع تسبيح المسبحين، وأثنى عليه حين وقف ثناء المثنين. سبحان من سبح التسبيح في بحار قدسه، وانغمس في أنهار طهره، فلما صلح للقدسية أوصله إليه، ولاح بالطهورية أقدمه عليه.. فانتثرت حينئذٍ كواكب رحمته على رؤوس المسبحين، وهطلت سحائب كرمه على أيدي المتضرعين، وغمرت فرائض جوده فقر المفتقرين، واتصلت روائح روحه بأرواح العارفين، وسترت ستائر مغفرته عورات المذنبين، وغطت أغطية حلمه معصية العاصين، وتغمدت أغمدة عفوه إسراف المسرفين، وقبل بحسن تجاوزه تقصير المقصرين. سبحان من سبحه القبل الذي لا قبل له. سبحان من سبحه العبد الذي لا بعد له. سبحان من لم يزل قلمه يسرمد بحكمته، وحكمته تسرمد بقضائه، وقضاؤه يسرمد بملكه. فالفاعل صادر عن خلقه، والأفعال صادرة عن أمره، [ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين]. تقديس وتسبيح «بسم الله الرحمن الرحيم» وصلى الله على رسوله سيدنا محمد وآله وصحبه سلم. أول مانقول قبل كل مقول:«بسم الله الرحمن الرحيم». وأوسط مانقول قبل كل مفعول:«إياك نعبد وإياك نستعين». وآخر مانقول بعد كل مفعول:«الحمدلله رب العالمين». اقتضت حكمة كل عقل صاف من كدر الجهل، أنه لابد لرب الأرباب، وخالق الخلق من ظهور مبهم العبارة، معقول الإشارة، يمحو الأطوار، ويطفي الأنوار، محيط بلا جهة، بسيط بلا مساحة. يثبت فيه أنه أول لا قبل له يتعلق بأول، وآخر لابعد له يتعلق بآخر. ثابت الاسم، كامل العلم، قائم الذات اسمه يتعلق به وينطوي عليه. وعلمه يبتدئ منه وينتهي إليه. ذاته هو وهو ذاته، علمه هو وهو علمه، اسمه هو وهو اسمه. هل ترى فيرتقه من فتقٍ؟! أوفي علمه من خلق؟! أو لذاته من ذات؟! يتنزه ذلك الظهور ويتقدس، ويتعالى ويتمجد، ويعز ويجل أن يلتبس بالزمان والمكان، والوقت والأوان، والخبر والعيان، والانتقال والزوال، والأشباه والأمثال، والإدبار والإقبال، وماقيل ومايقال، إذ هو له وبه وعليه وإليه ولديه. لاينفصل عنه فيعرف، ولايتصور دونه فيوصف. مقام الكبرياء والبهاء، والسناء والغنى، والجلال والكمال، والجمال والعز، والقهر والجبروت. مقام الأحدية الصمدية، السرمدية الفردانية، القديمة الكريمة، الشريفة العظيمة النعوت، المسبحة بأسمائها لصفاتها، والمعظمة بصفاتها لذاتها، بكل مايصلح لمعانيها من محاسن مبانيها، المتعالية عن كل ماتتبلبل به الألسنة وتسعه الأمكنة، وتوقّته الأزمنة، وتقوم به الحركة، وتتعناه النسكة، وتتناساه التركة.