(1) هل انتهت الحرب ؟ وهدأت العاصفة ؟ نعم ولا في نفس الوقت ! نعم ..هذه الجولة انتهت ، ولا ..لأن الجولات القادمة كثيرة مادام الاحتلال جاثما على أرض فلسطين فلا نظن أن الأمور انتهت بمجرد التهدئة إنما انتهت جولة. (2) صحيح أن الفلسطينيين في غزة خرجوا من المعركة بأكثر من 160 شهيداً وأكثر من 1200 جريح وملايين الدولارات من الخسائر المادية وكذلك الفلسطينيين في الضفة لكن المصائب جمعتهم والدرس المهم الذي يجب أن الفلسطينيين كلهم قد وعوه أن فرقتهم السياسية في الضفة والقطاع لن تفيد إلا عدوهم.. انظروا لمّا اجتمعت قوة حماس مع حركة الجهاد الإسلامي في قوة واحدة (ولو متواضعة) كيف صمد الناس. فماذا لو اجتمعت كل الفصائل الفلسطينية ؟ (3) اعتب على الإعلام العربي الذي مازال صدى للإعلام الغربي فعندما يقول أطلقت فصائل المقاومة من غزة عدة صواريخ يظن السامع أنها صواريخ بالمعنى المتعارف عليه عند العسكريين وليست مجرد صواريخ بدائية مصنعة يدوياً؟! وكذلك السامع لخبر أن كلاً من إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية أطلقوا صواريخ يظن أن المعركة بين طرفين متكافئين أو متناظرين مع أنه شتان بين تسليح إسرائيل المتطور وتسليح فصائل المقاومة المتواضع. (4) المقاومة خيار لا رجعة عنه ولمّا تصبح مقاومة الشعوب للمحتل إرهاباً – كما يزعمون- فإن الأمور ستصبح مقلوبة ولن يصير أي شيء معقولاً ولا يصبح للحياة أي معنى ! هناك فرق بين منْ يدافع عن كيانه ويعلن تشبثه بالأرض التي ينتمي إليها هذا مقاوم وبين منْ يهلك الحرث والنسل هذا إرهابي فلماذا خلط الأوراق؟ (5) الذين يستغربون من التصريحات الغربية التي صدرت وكانت (منحازة) للجانب الإسرائيلي المعتدي على أصحاب الدار المقاومين.. أقول لهم أنا لا أستغرب أبداً فإنكم لو قرأتم التاريخ وبالذات تاريخ نشوء الصهيونية واحتلالها لفلسطين منذ البداية فلن تستغربوا ولكن منْ لا يقرأ التاريخ لا ذاكرة له. وإذا أردتم الاختصار فإليكم موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) للدكتور عبدالوهاب المسيري – رحمه الله- الذي أنفق أكثر من ثلاثين سنة وهو يحررها ويجمع شتاتها لتكون مرجعاً مهم لكل منْ يريد أن يعرف العقل الصهيوني كيف يفكر ويخطط لكننا أمة لا تقرأ . (6) ..س- هل انتصرت فصائل المقاومة في غزة ؟ ج- نعم – على أضعف الإيمان – توحدت صفوفها في غرفة عمليات واحدة أثناء المعركة نعم… لتلاحم أهل الضفة مع أهل غزة في مصاب واحد. نعم…لدخول وزراء الخارجية العرب إلى أرض غزة – لأول مرة في تاريخهم- أثناء المعركة. نعم…ولو كان انتصاراً باهظ الثمن لكن في نهاية المطاف أحسن حالاً من عام 2008م. ستقولون إني عاطفي أقول لكم دعونا نجرّب العاطفة ولو مرة واحدة فالتعقل العربي – كما يفهمه العرب- لم يصنع لنا شيئاً ذا بال في سابق الزمان. لأن مثقفينا دأبوا إذا حدثناهم عن الانتصارات أو شبه الانتصارات في 1973 أو 2006 أو 2012 لا يسمعون ويقولون أنتم عاطفيون ، لكنهم لا يتحدثون إلا عن عام النكبة 1948 والنكسة 1967 والاجتياح 1982 ، فهل تنتصر الأمة بتذكر انكساراتها أم بتذكر انتصاراتها ؟ (7) شكراً للمقاومة في غزة . شكراً لحماس وللجهاد الإسلامي. وكل حر يدافع عن هذه الأرض في أي مكان وزمان. فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة. (8) السياسيون كانوا في السابق يكتبون متون التاريخ وأبطال المعركة لا يذكرهم أحد ، اليوم أبطال المعركة يكتبون متون التاريخ والسياسيون – إن صدقوا – يكتبون هوامشه .