المقدمات سالفة الذكر خلال الأيام الماضية كانت سبباً حقيقياً في أبهات الدولة، والتخلي الإجرائي عن نواميسها وهيبتها، فشهد اليمن عقوداً من التصالح مع المختطفين والقتلة ولصوص المال والمهربين وتجار السلاح والمخدرات، وكانت الإتاوات، الوسيلة المُثلى لاستعادة السيطرة الشكلية للدولة، فيما كانت الفتنة القبلية والمناطقية وسيلة أخرى لميكافيلية سياسية أوصلت الأُمور إلى درب التنافي العدمي، فوقع السحر على الساحر، وتحولت رقصة الثعابين الملهاوية إلى مأساة طالت الجميع. الآن وبعد أن كان ما كان .. من الجدير بالعقلاء الالتفات للمستقبل، وترك الماضي وعلاته لمدوَّنة التاريخ، فليس من المجدي الحديث عن المثالب في ظل تواصلها، وليس من المنطقي الحديث عن اللصوص في ظل استمرارهم، ولا معنى للحديث عن الدولتية والمؤسساتية في ظل بقاء العيوب الهيكلية الماثلة في الدولة، ولا جدوى من محاكمة القتلة الصغار في ظل حرية القتلة المُحترفين المتهمين بجرائم شخصية واضحة المعالم قانونياً. العتبة الجديدة لمعادلة التغيير تتطلب التقاطة حصيفة لمن يهمهم الأمر، دونما لزوجة وتأجيلات غير محتملة .. العتبة الجديدة لمعادلة التغيير تتطلب وضع المبضع على الجرح، واستئصال شأفة الفساد أياً كان نوعه، وإعادة الاعتبار للدولة المخطوفة، وجعلها الضامن والحاضن الأكبر لحرية الانسان وتوازنه وكرامته. ماسيتم خلال الأيام والاسابيع والأشهر القادمة سيحدد معالم اليمن القادم ، فإما الارتقاء وتجسيد الحكمة بالفعل الفاعل، وإما البقاء في المياه الآسنة للماضي القريب المترع بالخرائب والبلايا . فرقاء الحوار الوطني معنيون بالأمر أكثر من غيرهم، ودوائر الفعل السياسي والمؤسسي معنية بالقبض على جمرة الحقيقة، وبتجرُّد يرقى إلى مستوى الايمان باليقين الذي لا يأتيه الباطل من قبلُ ومن بعد. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك