الأسبوع الفائت كان ما يسمى بمؤيدي المحافظ شوقي قد أعلنوا مسيرة قالوا إنها من أجل دعم الأمن والاستقرار هذا هو الشعار الذي رفعوه وأصروا عليه وأنه لا نية لهم ولا قصد غير هذا على أن الممارسات التي وقفت خلف هذا الشعار لا تمت بصلة قريبة له؛ إذ راح بعض الحاضرين يمزقون صور الشهداء، ويرددون لا شهداء بعد اليوم، لا ساحات بعد اليوم! وفي مقاربة غير موفقة حاولوا تصوير المحافظ كما لو كان خصما للناس جميعاً سواهم بشعارات لا أتصور بالمطلق أنه يوافقهم عليها من نحو: أنا شوقي فمن أنت ؟! لكم أن تتخيلوا خطاب القذافي واستفهاماته الساخرة : من أنتم، من أنتم!؟ مع فارق في القياس طبعا فالمحافظ هنا لا صلة له بالموضوع وسبق أن استنكر ذلك. نحن إذاً إزاء معركة أو في حلبة مصارعة بطلها المحافظ الغائب عن المشهد ومجهولين. أبطال هذه المنازلة لم يقفوا عند هذا الحد، بل وراحوا يوزعون مازعموا أنه حديث مكتوب لمفكر عربي حول خطر هيكلة الجيش تلك المقاربة التي تذهب إلى أن هيكلة الجيش مؤامرة خارجية على اليمن واصفا العملية ب «البدعة الأمريكية» التي جاءت بها المبادرة الخليجية «..وأن تلك الهيكلة أصبحت مطلباً جماهيرياً عاطفياً خالياً من المعرفة الحقيقية لما يراد بالجيش الوطني اليمني وبما تعنيه الهيكلة ومضى الباحث الذي حرص أصحاب المنشور على ذكر جنسيته العراقية يقول مبيناً معنى الهيكلة في نظره «..أنها تغيير عقيدته العسكرية وقلب مفاهيم الأسسس والمبادئ العسكرية التي نشأ عليها وتعطيل أسلحته وتسريح المخلصين الوطنيين أو تهميشهم وبعد ذلك حل الجيش اليمني بحجج غير مبررة واقعياً سيما وأن السفير الأمريكي جيرالد فاير ستاين قد وقف وراء الهيكلة بقوة وأوضح الكاتب أن هيكلة الجيش الوطني اليمني تجري بأيد غير يمنية وبرؤى لا تتفق والوضع اليمني جغرافياً وعقائدياً وداخلياً وقبلياً و .... » الخ . وزاد: “...حيث تجري الهيكلة من قبل مجاميع عسكرية أمريكية وأوربية وأردنية وهي في حقيقتها لا تعرف عن الوضع اليمني مايؤهلها لهيكلة الجيش اليمني لاسيما وأن عقائد جيوشهم العسكرية الغربية تختلف كلياً عن العقيدة العسكرية اليمنية الشرقية، فضلا عن أن أسلحتهم تختلف كلياً عن الأسلحة التي يستخدمها الجيش اليمني...” هذا جزء من المنشور الذي وزعه ناشدو الأمن والاستقرار للمحافظة.. باختصار شديد ولغة مكثفة لم يكن محافظ تعز سوى قناع يقف خلفه خصوم التغيير وإلا ماعلاقة شعاراتهم التي رفعوها بدعم الأمن والاستقرار في المحافظة!؟ ولمصلحة من بقاء الوحدات العسكرية أو الكثير منها بيد أصل الداء ؟! لمصلحة من بقاء الجيش اليمني منقسماً!؟ ألم يكن هذا الانقسام وراء الكثير من مشكلاتنا ...!؟ إن من لديه بصيص من عقل يؤيد أن يكون الجيش اليمني جيشاً وطنياً تحت قيادة واحدة لحماية السيادة والذود عن حياض الوطن، وليس لتفتيت المجتمع وتشظيه، بتعبير آخر من يريد بقاء الجيش بهذه الحالة من الانقسام لاينشد مصلحة الوطن ولا التئام جروحه ودماميله المتقرحة. العجيب أن هؤلاء الحريصين على الأمن يرفضون هيكلة الجيش؛ لأن أسلحة وعقائد خبراء الهيكلة غير اليمنيين أصحاب عقائد مختلفة وأسلحة مختلفة يعني أصحابنا “خائفين” على الجيش اليمني من أن يكفر وأنه ربما لايمكن يقدر على استعمال الأسلحة لأن أسلحة جيشنا بصراحة صناعة يمنية 100 % ربما صنعت في مصانع حزيز أو المهرة للصناعات الحربية يعني ليست أسلحة أمريكية ولا أوروبية! أيها العقلاء: لا داعي للتستر وراء دثار الخوف على عقيدة الجيش اليمني، لأن الأميركيين أنفسهم وكثيرا من الأوروبيين لم يغيروا عقيدة الجيش الأفغاني ومليشياته مثلا.. يعني ما فيش عسكري أفغاني كفر .. اطمئنوا أيها الحريصون إلا على الوطن وقضاياه الكبرى.. إن مصلحتكم تكمن في مصلحة هذا الوطن هو ألا يكون جيشه ممزقاً ومنقسماً تتوزعه العائلات والقبائل. أيها العقلاء: أن يوحد الجيش لحماية السيادة والذود عن الوطن ومكتسباته خير من قتل أبنائه، تلك هي القضية التي يجب علينا النضال في سبيلها ورفع أصواتنا عالياً لأجلها «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض». رابط المقال على الفيس بوك