من المفرح حقاً أن يصل فرقاء الساحة الوطنية إلى توافق جديد حول نسب التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني ، والحقيقة أن تلك النسب أومأت إلى إحساس كبير بالمسؤولية ، وذلك عطفاً على التنازلات الشجاعة التي قدمها مختلف الأطراف المشرعنة دستورياً وعطفاً على مرئيات المبادرة الخليجية . وبالمقابل يتموضع بقية المكونات غير المشرعنة إجرائياً أمام مسؤولية لا تقل جسامة ، فعلى هذه الأطراف استيعاب أن المنطق السياسي الجديد يختلف عن التقاليد البالية للإستقواء والارتهان لمؤسستي القوة والمال ، وتلك لعمري ثمرة ناجزة من ثمرات الثورة الشعبية الشبابية السلمية التي وضعت الجميع أمام حقائق طالما تجاهلوها . النجاح الماثل الذي حققه فرقاء التوافق الوطني الحكيم ينطوي على أبعاد سياسية راهنة ، وأخرى استراتيجية ، فمجرد الخروج من عنق الزجاجة نحو انفراجة متجددة ستجعلنا نعيد عقولنا إلى مواقعها الطبيعية، وتتخلى عن تراجيديا الحلول بالإلغاء والاستقواء. الآن وبعد أن خرجنا مجدداً إلى فضاء رحابة جديدة علينا مواصلة درب النجاح العسير والمناجزة الصعبة لما تآلفنا عليه ، ففي الأجندة المزيد من التحديات ، وعلى درب النجاح المأمول الكثير من العوائق الثقيلة . ليس مهماً أن تنطوي أجندة الأولويات السياسية مع ما يتناسب مع نماذجنا الذهنية النابعة من ثقافة أيديولوجية عتيقة، بل المهم أن نلحظ النجاح أينما تيسر ، ونبني عليه مرئيات البناء المستقبلي . ذلك ما نتعلمه من الحكمة الصينية التي أذهلت أصحاب النماذج الجاهزة ، والعقيدة النابعة من واحدية القناعة والرؤية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك