العلم نور، طريق النور هو الطريق إلى الخير وتحقيق الأماني، يقول عز ثناؤه «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلا بسلطان» صدق الله العظيم. أتعلمون ما هو السلطان؟ السلطان هو العلم الذي يفتح المجال ويوسع الآفاق، العلم الذي بواسطته تبنى المجتمعات وتنهض الأمم. ولكن في مجتمعنا، كان للعلم طريق آخر وإليكم قصتي... سبقتها دمعتها وأنا أفتح لها باب البيت كانت تحمل طفلها الرضيع بيد وتسحب بالأخرى ابنتها ذات الأعوام الثلاثة وأمامها حقيبة ملابس كبيرة. هالني منظرها الحزين وفهمت أنها تركت بيتها ، أفسحت لها الطريق لتدخل.. جلست وهي تبكي منفعلة سألتها : ما بالك ، ماذا حدث؟! اهدئي.. طفلتك الصغيرة خائفة، كانت ابنتها تنظر إليها بحزن وخوف شديدين. أخرجت ابنتها وطفلها الرضيع، وناولتها كوباً من الماء لتهدأ، ابنة خالتي «سحر» تخرجت من كلية الحاسوب وتزوجت «محمد » زميلها في الجامعة وأنجبت طفلين ورفضت العمل للتفرغ لأبنائها «الثلاثة» كما كانت تقول دائماً فقد كان ارتباطها بزوجها كبيراً لدرجة إحساسها أنها مسئولة عنه كأنها أمه ، كنت أتندر عليها دائماً لأنها تبالغ في درجة حبها لزوجها وثقتها الزائدة به، فللثقة حدود يجب الالتزام بها إلا أنها دائماً ترد بأني بلا قلب فكيف أتحدث عن أموره، فأسكت أمام عظمة قصة زواجها. سكن غضبها أمامي وقالت لي: لقد تركت «محمد» وطلبت الطلاق منه!. قلت لها : لماذا؟ هي مرحلة غضب وستنتهي يا سحر أما الطلاق لا..روحكِ معلقة به فكيف تستطيعين تركه هكذا وطفلاكِ ما ذنبهما ؟ لا يا سحر اهدئي ودعيني اتصل لمحمد وأسكتتني قائلة : لقد طلقني وانتهى الأمر ! فسألتها : ما سبب جنونكِ هذا؟ أجابت : إنه الفيس بوك!! قلت لها : ماذا.. الفيس بوك؟ هل جننت هل تتركين بيتك وحب حياتك من أجل عالم غير واقعي أعرف أنكِ عاقلة يا سحر ماذا حدث؟! فقالت : إنه زوجي والذي أصبح عالم الفيس بوك هو العالم الحقيقي له، أما أنا وطفلاه وبيته فقد أهملنا تماماً ، كنت في البداية أظن أنها موجة اهتمام وتعلق بكل ما هو جديد وأنه سيمّل منه ويتركه، إلا أنه زاد تعلقاً بهذا العالم، حتى ونحن على مائدة الطعام وعندما أحاول أن ألفت انتباهه يتبرم مني قائلاً: إنه عمل فلا تزعجيني ويظل حتى ساعات الفجر الأولى وهو على جهازه ، لم أتحمل حاولت أن أجاريه ، حاولت بكل الوسائل أن أشغل يومه وأوقات فراغه إلا أنه لم يساعدني فقد تمكن منه إدمان هذا العالم !! طفح بي الكيل فقد أهملني تماماً ففتحت جهازه..وأنت تعلمين أني ضليعة بالكمبيوتر وتفاجأت مما اكتشفته .. محمد على علاقة مع إحداهن تسمي نفسها “ همس الأشواق” ويبدو أنهما قد اتفقا على الزواج حتى التفاصيل وجدتها في محادثتهما .. انهرت تماماً واجهته فتلعثم وكل الذي قاله إني تعديت على خصوصياته وان هذه حياته وهو حر فيها . لم أتحمل تركت له كل شيء وذهبت . صدمتني قصتها ،ما بال الأزواج ! ما بال الرجال عامة؟. هل يمكن لعالم غير واقعي أن يهدم حياة أسرة؟ أن يدخل شريكة العمر في دوامة وصراع نفسي لا تجد أمامها من تصارعه!. لماذا يستخدم الرجال في اليمن التكنولوجيا والقادم الجديد “ الفيس بوك” لإضاعة أوقاتهم التي هي بالأصل ضائعة ما بين “ مضغ القات” والفيس بوك ! قصص كثيرة سمعتها لم أكن أصًدق أن هناك من يمكنه هدم حياته وقصة حبه “طفلين جميلين وزوجة ولا أروع منها” من أجل عالم غير واقعي وامرأة تسمي نفسها بأسماء وهمية وغريبة وتعكس خللاً أو حاجة نفسية متعبة !! حقيقة إن رجالنا يعانون من فراغ كبير، نظراً لضغوط الحياة وخاصة ضغوط العادات والتقاليد الاجتماعية والتي تفرض عليهم أحياناً حياة زوجية لا يرغبون فيها ، ولكن من أخذ زوجته عن حب وقناعة ثم يبادلها بامرأة وهمية تجمعها به شاشة كمبيوتر وحياة وهمية!! أيها الرجال.. أعيدوا حساباتكم، فالتكنولوجيا خيرها خير يعم وشرها وبال على من أساء استخدامها وعلى حياته ومجتمعه ... وقلبي مع زوجات اتخذ أزواجهن من الفيس بوك ضرة لهن. ودمتم ، [email protected] رابط المقال على الفيس بوك