من البديهي أن يكون تمثيل المرأة في الحوار الوطني بنسبة معلومة تؤكد مكانتها المركزية في معادلة الفعل المجتمعي المستقبلي، كما أن مشاركة ممثلي منظمات المجتمع المدني، بمثابة إشارة حاسمة لخيار الدولة العصرية الحديثة التي ترى في المواطنة القانونية الناجزة تعبيراً عن الهوية ، والمشاركة الأفقية تعبيراً عن خيار النظام الإتحادي اللامركزي الذي يشمل عموم الوطن بتعظيم الأفضليات، فيما يسمح بتنوع النظم والقوانين وفق القابليات والخصوصيات الثقافية العامة لمختلف الأقاليم ، مع تنظيم ناجز وشامل لتكاملية العلاقة بين المحلي والإتحادي، بحيث تتحول المحليات إلى روافد مؤكدة للدولة المركزية ، وتصبح الدولة المركزية راعية أمينة للثراء الأفقي في أقاليم اليمن الجغرافية النابعة من عبقرية التنوع والتكامل معاً . بين الآمال والمتاعب مسافات مؤكدة ، لكن.. مع كل خطوة باتجاه الآمال والأماني تتقلص الفجوة بين المستويين ، وإذا ما تقلصت الفجوة بين حقوق المواطنين ومظالم الماضي فإن الوئام والمحبة والتكامل سيمثلون النسيج الناظم لليمن الكبير المتنوع والمزدهر. بهذه المناسبة أود استرجاع واقعة تاريخية ذات مغزى عميق ، ففي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ارتأى ممثله في مصر عمرو ابن العاص رضي الله عنه ، تخصيص مبالغ مالية كبيرة لبناء قلاع وحصون ومصدات ضخمة، تحسباً لهجوم روماني محتمل، فجاء رد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب صاعقاً .. قال له : حصّن مدينتك بالعدل يا عمرو . إذا تحقق العدل في اليمن ستتبخر كل الظواهر الماثلة كما لو أنها سراب قادم من العدم، ولنا في الدولة الصليحية العادلة على عهد الملكة أروى بنت أحمد خير مثال من تاريخ قريب ، وفي دولة الإمامة الظالمة على عهد الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين مثل آخر من تاريخ أقرب .الحصانة بالعدل [email protected] رابط المقال على الفيس بوك