هناك مقولة قالها القدماء، ومتداولة بين الناس من مختلف الجنسيات عن أصدقائنا الأتراك تقول: (.. الأتراك إذا كرهوك قتلوك.. وإذا حبوك اغتصبوك!!؟)، مقولة يستهجنها الجميع ويرفضها الكثيرون، ولكنها – للأسف الشديد – تتجسد أمامنا كحقيقة كلما تعرضنا أو راجعنا علاقات الأتراك مع غيرهم من الشعوبِ والأمم، وآخرها تراجيديا العلاقات التركية السورية، حين تناست القيادة السورية حديثة التجربة والخبرة، كل ماضي علاقات البلدين التي كلها أشواك وحراب واحتلال وتآمر.. إلخ، وتعامت عن مكانة تركيا في حلف الأطلسي، وما تمثله إلى جانب الكيان الصهيوني لهذا الحلف من أهمية في المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً!!، لقد كان واضحاً أن الأتراك خططوا ورموا شباكهم في الساحة السورية، وأن (سوريا بشار) بَلَعت الطُعم، وبظرف أسابيع كانت كل أبواب سوريا مخلوعة – ليست فقط مفتوحة - لاستقبال الرياح الصفراء التركية – الإخوانية، ورغم عدم التكافؤ الاقتصادي والعلمي والتنموي والإنتاجي بين البلدين، وقّعَ النظام السوري معها اتفاقيات غير مسبوقة، لم توقّع مع أية دولة عربية على الإطلاق في أيةِ حقبة تاريخية (.. إعفاءات ضريبية، إعفاءات جمركية، أسواق حُرًة، إلغاء التأشيرات بين البلدين، تعاون إعلامي وثقافي هدد بشكل واضح أركان وأسس الثقافة العربية – الإسلامية، والأفلام المدبلجة خير دليل!!؟)، وهكذا حَمَلت الرياح التركية – الاردوجانية – الإخوانية إلى سوريا عبر أبوابها المَخلوعة (أحصنة طروادة) بعتادها وعدًتها، ليُدخلوها في هذه الدوامة الدموية التي نراها على مدى أكثر من عامين!! )، ولا ندري هنا هل الأصدقاء الأتراك (حَبُوا سوريا والسوريين أم كرهوهم!!؟)؛ لأنهم مارسوا في حق سوريا الأرض والإنسان فعلي الحُب والكُره معاً.. القتل والاغتصاب!!، نتمنى أن نتعظ نحن في اليمن من التجربة السورية حتى لا نزيدُ (طيننا بَلّة)، خاصة وقد بدأت مؤشرات (حُب الأتراك) لنا، من خلال الأسلحة التركية التي تدفقت وتتدفق تهريباً إلى موانئنا، وبوادر الاتفاقيات السخية التي تُوقع، بما في ذلك الأنباء المُتواترة عن اتفاقية (إلغاء التأشيرات) بين اليمنوتركيا!!، نتمنى أن يتنبه اليمنيون للشباك التركية، فليس هناك في قاموس الأتراك من يكرهونه أكثر من اليمن واليمنيين؛ باعتبار اليمن خلال مراحل الاحتلال العثماني سُميت (بمقبرة الأناضول) لكثرة قتلاها خلال غزواتها على اليمن.. فالرجاء من (خلطة عمياء تُخضب مجنونة – كما قالت أختنا رحمة حجيرة) التي تتقاسم هذه الأيام نتف التراب والقرار اليمني، اليمنيين منهم والإقليميين والدوليين والمَخْفيين – بعيد عنا وعنكم - أن يتنبهوا لهذه الشباك التركية حتى لا يقعوا في حُبِ أو كُره الأتراك، فنلحق بسوريا والعياذ بالله!!. الأمر الجديد المُكتشف مُؤخراً، والذي فاجأ القوى السياسية العربية التي راهنت على الإخوان المسلمين، هو أن هذه المَقولة – النهج، أصبَحَت أيضاً منذ مطلع التسعينيات قاعدة منهجية (إخوانية) عامة، اكتسبها الإخوان المسلمون وأخَذُوها عن حزب العدالة والتنمية (فرعهم التركي)، ومارسوها ويمارسونها اليوم في تعاملاتهم وعلاقاتهم مع القوى والأحزاب الأخرى، الذين يحبونهم ويتحالفون معهم مؤقتاً لزوم العبور إلى أهدافهم، والذين يكرهونهم!!، وتجلًت وتتجلى هذه المنهجية بأبشع صورها في ممارسة وتعامل الإخوان المسلمين مع حُلفائهم ومُخالفيهم على حدٍ سواء، في مصر (مركز قيادتهم العالمية)، وفي اليمن، والأردن، وتونس، والعراق، والجزائر، والسودان، وليبيا والكويت، وسوريا...إلخ.. فهل من مُتعظ!؟. رابط المقال على الفيس بوك