المسئولية مهمة غير عادية...فان يكون مسؤولاً في أي بلد معناه أنه حمل على عاتقه مصالح المجتمع ، وتدبير شئون الناس، وتحقيق الفائدة العامة لهم.. من جانب آخر إن من يعين مسؤولاً لا يعني أنه “خبير عليم” و«كامل المعرفة» الأمر الذي دعا المجتمعات أن تفكر في تكملة المسؤول.. فرأت أن يكون للمسؤول “مستشار” أو “مستشاران” من أصحاب العلم والخبرة والمعرفة، والاقتدار لمساعدة المسؤول في اتخاذ قراراته، ويقدم له النصح، والمشورة... وذلك حرصاً على تصويب وتصحيح أداء المسؤول وضمان سلامة قراراته وأنها تخدم مصلحة الأمة، والمجتمع.. سواء كان المسؤول رئيساً، أو رئيس وزراء، أو وزيراً أو رئيس مصلحة، أو محافظاً، أو مديراً عاماً، أو...أو..الخ من أنواع المسئولية. اختيار المسؤول لمستشاريه مهم جداً.. وعليه يجب أن يحسن الاختيار ليس ممن يداهن وينافق، ويجامل ويبتسم ويهز رأسه إن المستشار لابد وأن يكون بالإضافة إلى المميزات السابقة في الفقرة الأولى شجاعاً صادقاً، أميناً يقول لا حيث يجب، ويقول نعم حيث يجب، والمستشار الأمين الصادق الشجاع أصلح للحاكم والمسئول من ذلك الذي لا يعرف إلا النفاق والمجاملة. في البلاد العربية هذه الوظيفة ليست ذات قيمة.. لأن المستشار لا يستشار، وإنما “يستشال” أو أنها نظيفة لأولئك المحسوبين والمقربين وللقوى الفائضة، وللإبعاد والإقصاء وللمداراة والإرضاء ولكل من لم يجدوا له وظيفة، ومكاناً للراحة والاستجمام والاسترخاء وتطبيقاً لقانون خليك في البيت بطريقة غير مباشرة.. فتعيين المستشار في البلاد العربية إما للمحاسيب والمقربين، أو لنوع آخر بهدف إقصائهم وإبعادهم، أو لنوع ثالث لا يجرؤون على مقاعدتهم فيحالون إلى مستشارين “للراحة والاستجمام والاسترخاء”، أو لفئة رابعة منشغلة بأعمالها الخاصة، ومشاريعها، أو تعمل في قطاعات أخرى، أم ناشطة سياسياً، وحزبياً فيعطون وظائف استشارية بغرض تفريغهم و.. و.. الخ مما شابه ذلك، ولذا نجد أن النظام العربي والإسلامي حتى في بلدان العالم الثالث فشل في إدارة وقيادة وتدبير شؤون بلدانه خلال الفترة الماضية، وبسبب الاجراءات والقرارات الخاطئة لسوء المستشارين أو لعدم أمانتهم وإخلاصهم بالمشورة غصباً عنهم لأنهم ليسوا أهلاً للاستشارة أو لأنهم لا يستشارون!!! مما سبق نخلص إلى أن العمل الاستشاري في البلاد العربية الإسلامية عموماً وعلى مستوى كل قطر خصوصاً ليس سوى ظاهرة من ظواهر الفساد التي تعصف بالبلاد العربية اليوم تحت دعاوى التغيير والإصلاح. رابط المقال على الفيس بوك