من عينيها....تُطلُ آلاف الكلمات..... وآلاف العلامات الحزينة......كان الألم عنواناً بارزاً في كلِ تفاصيلِ تعبيراتها وقسمات وجهها... مأساة(بثينة) أن والدها يرفضُ تزويجها .....ليس من أجلِ شيء إلا أنه يحبها ولا يريدها أن تفارقه..... وليس طمعاً في مرتبها.....كونها تعمل بإحدى المرافقِ الحكومية ....لأنه يعطيها أضعاف ما تأخذ من راتبها..... فقط لأنه يحبها....؟!! يا للمفارقةِ العجيبة ......؟!! قالت والعبرة تخنقها : كل من تقدّم لي ليس فيهم مايدعو للرفض....لدرجة أن معظم من يتقدمون لا أعلم أنه يرفضهم دون حتى أخذ رأيي بالموضوع .... وكون (بثينة) من (السادة) كما يطلقون على التقسيم الطبقي المقيت بين أفراد مجتمعنا .....إذا جاءها عريس من (القبائل) فحجة (والدها) واضحة ولا تحتاج النقاش....وفي حال كان من نفس(النسب)....يعطيها ألف عيب وأنه غير مناسب لها..... (بثينة)....تصحو بأعماقها جروحا ً أثرّت على نفسيتها كثيرا ً حين عاد لخطبتها من تقدم لها قبل أن يرتبط بأخرى سواها.....وكان نفس الرفض الذي من أجله تركها وذهب إلى أخرى.....!! وفي غمرة حزنها أخذت(بثينة) الورقة والقلم وكتبت رسالتها إلى والدها...التي من حروفها يقطرُ الحزن عله يرقُ لحالها ويرفق بصباها الذي تخشى ذبوله....قائلةً والدي الغالي : أظلُ أحبُك...وأحبك.....وأحبك...... مهما فعلت ، ومهما حرمتني من سماع كلمة (ماما) من طفلي الذي سيكون (حفيدك).... أظلُ أجلّك....وأضعك على رأسي تاجا ً يعتلي هامتي....تدري لماذا....؟؟! لأنك والدي ولأنني ابنتك....والبنتُ تعوّدت هكذا بفطرتها ألا تقول لوالدها (لا) أو تعاند قراراته لذلك...لم تسمعني أحتجُ أو أجادلك في قراراتك.....رغم أنني أستطيعُ أن أقول لك إلى هنا وكفى لكنني لا أحتملُ أن أجرحك أبدا ً....حتى وإن دُفنتُ بقهري.....على أن أعاندك.....وذلك ليس ضعفا ً مني أو خوفا ً من مواجهتك.....ولكن هي فطرتي التي جعلتني لا أعصي لك أمرا ً.... فلا تجعل فطرتي...تتخذ ُ مسارا ً لا يرضيني أو يرضيك.... والدي الغالي : أرجو أن تقرأ سطوري إليك أكثر من مرة ....وتعيدها قبل أن تتخذ أي قرارٍ وتراعي أنوثتي التي أخشى أن يأتي يوما ً أكره فيه أنني أنثى.....!! التوقيع / ابنتك (بثينة). [email protected]