وأخيراً صدر القرار الجمهوري باعتماد محافظة تعز عاصمة الثقافة اليمنية.. ولكن تعز لا تريد أن يظل هذا القرار مجرد حبر على ورق وإنما تريد بأن يتبعه أعمال فعلية تتطابق مع مضمون القرار وتساهم على تفعيل الحياة الثقافية في تعز.. ومن أبرز هذه الأعمال.. أولاً: إنشاء المراكز الثقافية في مختلف المديريات بغية إحياء فن التمثيل المسرحي والدرامي والفن الغنائي والموسيقي.. والعمل على توسيع المركز الثقافي الموجود في عاصمة المحافظة ورفده بمختلف الأجهزة الحديثة والتي تجعله مركزاً ثقافياً وبمواصفات دولية تؤهله لاستضافة فعاليات محلية وإقليمية ودولية.. ولا بد أن يرافق ذلك قرارات جدية لتحسين الأوضاع المعيشية للعاملين في المجال الثقافي وتخصيص ميزانية تشغيلية مكشوفة الأرقام وتتناسب مع حجم الأعمال الثقافية والتي سيتم إنجازها وعلى مستوى محافظة تعز.. ثانياً: إنشاء معهد أكاديمي متخصص في تدريس مختلف فنون المسرح والتمثيل والغناء والموسيقى وفتح فروع له في المديريات البعيدة عن عاصمة المحافظة ورفد هذا المعهد بالكوادر التدريسية المؤهلة وذات خبرات عالية ومتميزة في هذا المجال. ثالثاً : إبعاث ثقافة السينما من جديد وذلك من خلال بناء دور سينمائية حكومية وفتح باب الاستثمار المحلي والخارجي في بناء دور سينما وبضوابط وشروط ومزايا نافذة ولازمة التنفيذ ودونما التلاعب والإخلال بها.. كأن تكون مباني ينطبق عليها مواصفات الدور السينمائية الحقيقية ومن ذلك الحفاظ على أمن المكان وسلامة المشاهد ومنع دخول الأطفال والالتزام بعرض أفلام سينمائية ذات محتوى اجتماعي وثقافي هادف وتخلو نهائياً من المشاهد الإباحية.. وتكمن أهمية دور السينما في أنها ثقافة مرئية ومسموعة وتعمل على تفتيح وتثقيف عقلية المشاهد حتى لو كان جاهلاً وأمياً ولا يعرف القراءة والكتابة.. رابعاً: بناء مكتبات تقليدية وإلكترونية ومدها بكافة الكتب العالمية والأجهزة والتقنيات الحديثة والمتطورة والتي تسهل على القارئ والمطلع عملية التواصل والاطلاع على مختلف الثقافات العالمية وأيضاً إنشاء مكتبات خاصة بتثقيف الأطفال.. وكذا إنشاء أندية رياضية وثقافية وترفيهية للشباب والذين يقضون معظم أوقاتهم في مضغ القات والسباحة في فلك الأوهام والأحلام الخيالية.. خامساً: ديمومة إقامة المنتديات الأدبية واستضافة المبدعين والمتميزين في مجال الشعر والأدب سواء كانوا أدباء يمنيين أو عرباً وتخصيص فعالياتها لاستقبال الشباب الذين يمتلكون قدرات ومهارات ملكية عالية في المجال الشعري.. وأيضاً الديمومة في فتح معارض الكتاب وكذا العمل على ترميم المناطق الأثرية والمنتشرة على رقعة محافظة تعز وذلك من أجل التعريف بخصوصية الثقافة التاريخية اليمنية.. وغير ذلك من الأعمال والمشاريع الثقافية.. ختاماً فإن إعادة تفعيل الحياة الثقافية بتعز.. لاشك في أنه سيكون له مردودات انعكاسية طيبة ليس على تعز فقط وإنما على الوطن اليمني ككل.. من ضمنها تطوير وتنمية بعض الجوانب الإنسانية كالجانب العلمي والبحثي والثقافي.. وسوف يسهم أيضاً هذا التفعيل الثقافي في التخفيف من حدة التأثيرات السلبية والتي تفرزها بعض المشكلات الاجتماعية كالأمية والبطالة والفقر المادي والثقافي.. رابط المقال على الفيس بوك