رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعز.. عاصمة ثقافية تتشكل..
تتهيأ لصياغة خطتها
نشر في الجمهورية يوم 16 - 02 - 2013

الأهم من أي قرار أو قانون صادر هو توافر إمكانيات التطبيق وعلى رأسها الموارد المالية والإرادة وقرار رئيس الجمهورية باعتماد عاصمة للثقافة استحقاق جاء في ظروف استثنائية يمر بها البلد لكن البطولة في أن يتداعى أهل الفكر والإبداع للمشاركة في رسم ملامح برنامج عاصمة الثقافة من أبناء محافظة تعز واليمن الذي افتقد بوصلة مساره الثقافي لسنوات طويلة حتى خيم فيها كساد المشهد وتلاشت قيم وقست قلوب وأصيب الجمال بالعقم وكاد تراثنا أن يغادرنا غير أسف.
الترتيبات لحفل تدشين فعاليات تعز عاصمة الثقافة الشهر القادم خطوة أشبه بمطر السبع الأواخر من آذار دالة على موسم خصب والخطوة الأولى إذا ما كانت ناجحة فإنها البداية لولادة ناجحة ينبغي أن يرى فيها التعزيون جميعاً رجالاً ونساء خواصهم وعامتهم مولودهم الأول عليهم إحاطته بالرعاية والحب والحنان حتى ينمو صحيحاً معافى.
فعلى مستوى الفرد أن يفتش عن قناعات بقدرته على الإسهام الطوعي بأي عمل يفيد مدينته وأن يبدع في مجال عمله وهواياته ويتعلم أهمية الانتماء إلى منظمات مجتمع مدني تتبنى أهدافاً تخدم وظيفة عاصمة الثقافة باعتبارها فرصة لتنمية الذات وإتقان العمل ومشاركة الآخرين في تحقيق أهداف سامية وغايات نبيلة يتعدى نفعها الأفراد والجماعات إلى نفع المدينة والمحافظة والوطن كله.
إجراءات
الإجراءات بدأت من أجل الإعداد لبدء ترجمة قرار رئيس الجمهورية المتعلق بتعز عاصمة للثقافة اليمنية وهي بداية لخطوات جادة لترجمة هذا القرار على أرض الواقع بعد أن جرت اجتماعات تمهيدية في كل من العاصمة صنعاء ومدينة تعز بلغت أحد عشر اجتماعاً وأقر في الاجتماع الذي حضره وزير الثقافة عبدالله عوبل وشوقي هائل محافظ محافظة تعز أن تدشن فعاليات تعز عاصمة الثقافة في شهر مارس القادم وأقر إنشاء مكتب تنفيذي خاص برئاسة رمزي اليوسفي مدير عام مكتب الثقافة وعضوية كل من بشرى عبدالرزاق الخليدي مدير عام مكتب الآثار والمتاحف ومنى لقمان ووردة سعيد مدير عام الأنشطة والبرامج بوزارة الثقافة وجابر علي أحمد مستشار الوزير.
هذا الاجتماع التنفيذي وقرار إنشاء المكتب التنفيذي الذي وقع فعلاً رافقة تشكيل لجنة تنسيق للإعداد لحفل التدشين لتبدأ أعمال اللجنة دون تأخير وستتضمن الفعاليات جملة من الأعمال والأنشطة منها إطلاق شعار تعز عاصمة الثقافة و انعقاد الملتقى التشاوري الأول الذي سيجمع المهتمين بالشأن الثقافي في الجمهورية اليمنية وسيأتون من عدد من المحافظات والعاصمة صنعاء لمناقشة وتحديد الاحتياجات للعاصمة الثقافية لتكون تعز عاصمة ثقافية بشكل مستمر وبما يجعلها مركز إشعاع حضاري ومنهلاً ثقافياً لليمن الجديد.
ومن الأعمال التي ستتم خلال فعالية التدشين إصدار كتاب عن محافظة تعز سيشمل بانوراما عن خصوصية تعز الثقافية وعمقها الحضاري كمدينة علم وفكر وعن آثارها ومعالمها التاريخية وغيرها إلى جانب الإعداد لإطلاق قناة فضائية خاصة بتعز عاصمة الثقافة في أكتوبر القادم والتي يبدأ الإعداد لإطلاقها في إطار تدشين الفعاليات وسيدشنها وزير الإعلام والثقافة والتي ستكون رافداً حقيقياً للإعلام والثقافة في اليمن.
دعم القطاع الخاص
الشهر القادم سيتم خلال حفل التدشين وضع حجر الأساس لمشاريع ثقافية.
وأكدت بشرى عبدالرزاق الخليدي مدير عام الثقافة وعضو المكتب التنفيذي أن المخصصات المالية والتي كان حولها أخذ ورد وعراقيل فقد تغير الأمر بشأنها بعد صدور قرار رئيس الجمهورية بشأن تعز عاصمة ثقافية واهتمامه الشخصي بموضوع المخصصات من المالية وهو ما سمعنا من الأخ المحافظ والذي قال بأن الأمور لن تتوقف على ما ستقدمه وزارة المالية وإنما هو متفائل ومعه أبناء تعز والمثقفون بأن القطاع سيدعم ترجمة القرار باعتباره رأس المال الوطني الذي كان له دوره الفاعل في إعطاء صبغة صناعية لمدينة تعز كذلك سيدعم تعز عاصمة ثقافية وسيتم تخصيص مبالغ من إيرادات صندوق التراث والتنمية الثقافية والتي تورد الشركات والمؤسسات والمصانع مبالغ إلى الصندوق.
تخصيص مبالغ
وقالت بشرى الخليدي بأن وزير الثقافة وعد بأن تخصص مبالغ لصالح عاصمة الثقافة.
وترى بشرى الخليدي أن الإعلام وخاصة مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر متوقع كما هو معهود أن تركز على الاستعدادات والتهيئة للحدث الهام بل إن هناك تصورات في هذا الشأن وسيخاطب الأخ المحافظ وزير الإعلام بشأنها ونتمنى اضطلاع صحيفة الجمهورية بإعادة إصدار كتاب في جريدة.
حصر الآثار
وفيما يتعلق بالآثار والتراث الحضاري عموماً قالت مدير عام الآثار: الوزير ومحافظ تعز وجها بتشكيل لجنة لفتح المتاحف في تعز ومقارنة محتويات مخازنها بكشوفات الحصر وهي خطوة مهمة جداً وستعمل هذه اللجنة على معاينة المقتنيات والتي مازالت بيد الإدارة السابقة ولا تخضع لإشراف المختص ويقضي التوجيه بفتح المخازن ومطابقة محتوياتها ومعرفة وضع الأشياء الأثرية والتعامل معها بالطرق العلمية لحفظها أو نقلها من المخازن إلى أماكن العرض في حينه.
ترميم
وفي هذا الإطار تواصل المحافظ شوقي هائل مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ووافقت إدارة الصندوق على تخصيص مبلغ لترميم الآثار وهناك آثار مكتشفة في قلعة القاهرة من فترة ترميم القلعة من أوان ولقى أثرية وأدوات وأوان فخارية كانت تستخدم في المنازل في حقب تاريخية وتؤكد أن حصن القاهرة ومحيطه كان قرى حينها ومكان للسكن في عهد الدولة الصليحية ثم الدولة الرسولية فالعثمانية.
إجراء هام
لكن الأهم هو التصور المطروح لإبراز هوية تعز الحضارية تضم مجموعة من المباني التي تحيط بالمتحف الوطني في العرضي لتصبح مركزاً لأنشطة ثقافية ولتضم إلى جانب المتحف مقهى ثقافياً ومكتبة عامة عامرة بالكتب والمراجع وقاعات ومجمعاً متحفياً.
البنية التحتية
ولأهمية البنى التحتية للثقافة فإن أهمية الاجتماعات والمناقشات تركز على أهمية هذه البنية على أن تصبح حقيقة في أقصر مدى، وخلاصة الأمر بالنسبة للاجتماعات وما سيتم هو السير إلى الإمام نحو موعد محدد لتدشين فعاليات تعكس حقيقة التغيير الحاصل بعد صدور قرار رئيس الجمهورية المتعلق بشأن تعز عاصمة للثقافة اليمنية.
إن المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه معني بالمشاركة الفاعلة في تحمل مسئولية نجاح الدور الذي ستلعبه تعز ولقبها كعاصمة ثقافية ولابد أن يفاخر أهلها بأن مشروع تعز عاصمة الثقافة سيكون مشروعاً استثمارياً في إطاره سيتحقق هدف تطوير وحماية المعالم التاريخية والعمل المتحفي وستنتعش السياحة الثقافية وسيجد المبدعون الرعاية ومع المدى ستكون لتعز بنية تحتية ثقافية والباب سيكون مفتوحاً لمن أراد الاستثمار في الجانب الثقافي.
نموذج مأمول
- وعن متطلبات المرحلة الراهنة كما يتمنى جابر علي أحمد مستشار وزير الثقافة الذي تحدث قائلاً:
عند صدور قرار رئيس الجمهورية باعتماد تعز عاصمة ثقافة شعرت بسعادة غامرة لأن اليمن بحاجة إلى عاصمة ثقافية وتعز جديرة بذلك لتصبح عاصمة ثقافية ونموذجاً لكل محافظات الجمهورية وإذا تفعل القرار تفعيلاً حقيقياً وتساوقت معه الخطط اللازمة لجعل تعز نموذجاً ثقافياً في اليمن من شأنه هذا الفعل أن يعطي إشارة إيجابية إلى كيفية التعامل مع المسألة الثقافية وربما تعز مؤهلة أكثر من غيرها من المدن لتكون عاصمة ثقافية لاعتبارات كثيرة منها.
إن أبناءها كانوا دائماً في طليعة النخب اليمنية المتطلعة إلى يمن جديدة واليمن لا يمكن أن يكون بهذا المسمى إلا إذا تحركت الثقافة في اتجاه جديد لأن حركة التنوير اليمينة لعب فيها أبناء محافظة تعز دوراً رائداً إذا نظرنا إليه من زاوية سياسية أو ثقافية عامة ومن مميزات حركة التنوير في اليمن ارتباط الثقافي بالسياسي وأبناء تعز بالذات دخلوا السياسية من بوابة الثقافة ولعبوا دوراً بارزاً هذا ملمح أما الملمح الآخر فهو أن مواطني تعز بنية بشرية يمكن أن تشكل بيئة صالحة لتأسيس حياة ثقافية متميزة.
تفاعل مطلوب
وبشأن أهمية قرار رئيس الجمهورية قال الموسيقار جابر علي أحمد جاء في محله والمطلوب التفاعل معه على الأقل أن تتفاعل معه كل المؤسسات الرسمية المعنية والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية الممولة الداخلية والخارجية وأن تفتح بوابة جديدة لفعل ثقافي تكون تعز محوره.
دور رأس المال
وعن الدور المأمول لرأس المال الوطني في الاستثمار الثقافي قال جابر: هو مدعو للاستثمار في المجال الثقافي وكان من أصحاب رؤوس الأموال من هم متفاعلون مع الثقافة ولم يكن اهتمامهم نوعياً ومن المآخذ على هؤلاء أنهم لم يتفاعلوا كما يجب مع الثقافة.
صناعة
لكن وجود المحافظ شوقي أحمد هائل على رأس السلطة المحلية حسب قول جابر علي أحمد سيحفز رجال المال والأعمال للدخول في الاستثمار الثقافي ويمكن أن يكون دورهم فاعلاً في إيجاد صناعات ثقافية وهذه لن تتحرك إلا من خلال رأس المال وأضاف جابر: ندعو رأس المال الوطني لأن يقبل في الاستثمار الثقافي ومعنى هذا يصار إلى التعامل مع المسألة الثقافية من خلال الإنتاج النوعي وعلى أساس القاعدة الرأسمالية مثل الاستثمار في صناعة الكتاب باعتباره سلعة من الممكن أن يدخل أصحاب رؤوس الأموال مجال الإنتاج الفني أسوة بالمؤسسات التجارية الخليجية التي دخلت الاستثمار في الفنون على نطاق جيد وأنا متأكد من أن الدراسات إذا ما وجدت ممكن إحداث تقدم كبير على قاعدة المبادئ التجارية لأن الثقافة والمال يمكن أن يخدم أحدهما الآخر فالمسرح إذا وجد بات ممكناً إقامة الحفلات الغنائية والأعمال المسرحية ورأس المال يستثمر اليوم في العالم في الثقافة والفنون فالإنتاج الفني والتسويق والمنتج الثقافي مجالات هامة جداً لاستثمار رؤوس الأموال ويمكن لمنتجين محليين أن ينتجوا ويسوقوا المنتج الثقافي خارج الوطن من خلال الصناعة الثقافية.
إقدام رأس المال
والسؤال كما يطرحه المتحدث هو:
- لماذا لا يلتفت أصحاب الرأس المال الوطني إلى الصناعات الثقافية كسلعة يمكن أن تدر أرباحاً جيدة جداً على قاعدة الإنتاج والربح؟
إذا فكرنا في الأمر فإن هذه الصناعة تتطلب من رأس المال الاقدام على خوض التجربة وسيجني أرباحاً كما سيقدم خدمة للعجلة الثقافية ودعماً للمبدعين بدلاً من أن يتركوا في حال أقرب إلى العوز أو التسول لتغطية نفقاتهم.. ليفكر أصحاب الأمور كيف ينتجون فناً وثقافة وسيسهم ذلك في حل مسألة الكساد أو المشهد الثقافي المتأزم وهذه الأزمة قائمة لأن المثقف المبدع، الفنان يفكر في الانتاج ولكن لا يجد البيئة المناسبة لتحركه.
وعن أمنياته في هذا الشأن قال:
نتمنى أن يفكر أصحاب المال بأن يسهموا في فتح مجال جديد في الإنتاج الصناعي.
وعن مستوى البنية التحتية فلا يمكن حسب رأي أ. جابر أن يكون لقرار هام كقرار اعتماد تعز عاصمة ثقافية أي مردود إلا إذا فكرنا بشكل جدي وأوجدنا بنية تحتية وبشكل مدروس ففي عام 2004م كانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية وكان الحديث عن البنية التحتية بأن توجد موازية للأنشطة والفعاليات لكن التركيز كان على الأنشطة لأن مردودها الإعلامي سريع وتركت البنية التحتية لعدم الاهتمام بالفوائد بعيدة المدى.
معهد للموسيقى
ومن الاحتياجات الأساسية للبنية الثقافية التحتية لتعز حسب رأي أ. جابر علي أحمد:
إنشاء معاهد تبدأ بمعهد للموسيقى والفنون ومسرح بدون هذا كيف يمكن أن نتوقع اكتشاف المواهب وتنميتها، وهو ما نحتاجه لتغذية المجتمع وتقدمه بشكل دائم وهذه من المشاريع الثابتة.
جامعة تعز لابد أن يكون في أحضانها كلية للتربية الموسيقية.
المشاريع بأشكالها الأخرى
قاعات العروض.
لابد أن نفهم ماهي مصادر التراث المادي في محافظة تعز والكثير من عناصرها موجودة مثل المساجد التاريخية والمباني والمدارس الإسلامية وغيرها من دور وحصون ومتاحف تمثل هياكل ثقافية لماذا لا نلتفت إليها ترميماً وإدارة.
ومعاهد الفنون من الاحتياجات الملحة ولو أنها فتحت في تعز وتحديداً معهد الموسيقي سيشكل حالة استثنائية في اليمن لأن وجوده مع كلية للتربية الموسيقية سنكون بعد أربع سنوات قد رفدنا مدارسنا بمدرسين للتربية الفنية أو الموسيقية والمؤسف أن هذه المواد حذفت من المنهج الدراسي ولو أنها حظيت باهتمام في السنوات الماضية لربما كانت الأنفس نقية من قسوتها ولما وجد الإرهاب والتطرف فالناس لا يحيون بالخبز فقط ويحتاجون إلى الفنون والآداب من خلال التربية في المدارس.
ولابد من أن نلتفت إلى السينما ونأمل إنشاء معهد للسينما حتى نتجاوز الإنتاج السينمائي النادي من خلال إنتاج أفلام روائية قصيرة أو وثائقية وهي من أهم الصناعات في المجتمعات الحية أما نحن فمستهلكون لا منتجون.
ويرى أ. جابر أن البداية بإنشاء معهد للموسيقى سيفتح الباب لمعاهد أخرى على اعتبار أن الموسيقي مصدر مهم من مصادر الأبداع في اليمن وهي قطب عربي في ميدان الفنون وكما قيل تآكلت نتيجة الدور السلبي لمؤسساتنا وفلسفتنا الاجتماعية.
يجب علينا الاهتمام بالتراث المادي والشفوي وإنشاء مراكز لهذا الغرض والعناية بالفنون الشعبية في محافظة تعز والمحافظات الأخرى وأن نعتني بجمعه وأرشفته وأن نخرج التراث الشفهي إلى دائرة البحث المنهجي وهذا غير موجود حالياً والنجاح فيه يحتاج أناساً محترفين يتعاملون مع المادة الشفهية تعاملاً احترافياً من خلال البحث والأرشفة.
شراكة
المكتب التنفيذي لتعز عاصمة الثقافة باكورة أعمال التأسيس وإطار عام لبدء إجراءات واسعة على طريق ترجمة قرار رئيس الجمهورية وحسب رأي منى لقمان عضو المكتب فإن العمل سيتم خطوة خطوة والأهم فيها أن الجميع سيشارك في صياغة رؤية لعاصمة الثقافة اليمنية حيث سيدعى مفكرون ومبدعون ومنظمات متخصصة لحضور اللقاء التشاوري في تعز الشهر القادم وستكون هناك فرق عمل متخصصة لصياغة برنامج تعز عاصمة الثقافة إلى جانب أن هناك ترتيبات أو إجراءات ستتم في وزارة الثقافة وكل هذا يتدفق حماساً كبيراً من المحافظ شوقي أحمد هائل وتفاعلاً وتقديراً لهذا الحماس من قبل قيادة الوزارة..
مرحلة تأسيس
وأضافت منى لقمان: ما بدأناه من إجراءات يصب في خانة التأسيس وسنعمل مع الجميع في هذه المرحلة، الكل سيشارك من المتخصصين واليمن غنية بقامات وكفاءات وذوي اختصاص وتعز ذات حظ وافر من هؤلاء فليس إعلان تعز عاصمة الثقافة مجرد شعار وإنما مسئولية سيقوم بها المتخصصون ولن تكون الاهتمامات سطحية بل بإيجاد بُنى تحتية ثقافية لكن ليس كما هو الحال في عواصم أنفقت المليارات دون الاهتمام بالإنسان المبدع والمثقف، الإنسان وفكره هو الأهم، هذه رؤيتي.
عملية حصر واسعة
منى لقمان استطردت قائلة:
نحن الآن في الانطلاقة الأولى لإعداد الإطار العام للخطة وتشمل حصر المواقع والمعالم التاريخية والأثرية في محافظة تعز والبنية التحتية ومن ناحية الإنسان ستنفذ التوجيهات بحصر المبدعين في مجالات الفنون من ممثلين ومخرجين مسرحيين وموسيقيين ومنشدين ومؤلفين، وأعتقد أن التوجه نحو الإنسان وإعادة الاعتبار للمبدعين جيد وأما البنى التحتية فلها أهميتها الكبير لكنها بدون العقل، بدون الفكر الخلاق الذي يستغلها بل ويُنشئها لا تعنى أكثر من معالم.. الإنسان المبدع هو الذي يعطي للبنى المادية قيمتها وتتوقف عليه وظيفتها.. لذا لابد أن يجد المبدعون والموهوبون كل الرعاية والاهتمام في الخطة ومن مختلف النواحي.. هذا الإنسان هو الذي سيرعي الثقافة ويصفعها ورسالته هي التي سترتقي بسلوك الأفراد والمجتمع ولكن هل سيعمل المكتب التنفيذي كل ذلك لا.. تلك مهمة تحتاج برنامج وسندعو أبرز المفكرين والمبدعين لتحديد الاحتياجات ومناقشة الآراء حول الخطة في اللقاء التشاوري والذي سيمثل فعالية هامة ضمن المهرجان الاحتفالي تدشين فعاليات تعز عاصمة الثقافة..
إذن الإنسان هو الذي سيفكر ويبني ويرتقي بالبناء ويجب الاهتمام به من مرحلة التأسيس ليأتي من يأتي بعد ذلك ويترك بصمته ولا أنسى أن توجه المحافظ شوقي هائل ووزير الثقافة منصب على الاهتمام بالإنسان المبدع. لذا يمكن الاستعانة بمتخصصين من الخارج إلى جانب زملائهم في الداخل في إعداد الخطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.