إن ما يميز العلاقات الثنائية بين بلادنا ومملكة البحرين ويكسبها تفرداً وخصوصية ليس فقط وحدة الأرومة وروابط الأخوة ووشائج الجغرافية والتأريخ، ولكنه يتمثل في وجوه الشبه والتطابق في سياسة البلدين وإنجازاتهما الوطنية والقومية التي تتبلور ضمن فلسفة عقلانية لم تنبن على شعارات وأيديولوجيات هشّة، بل على مضامين وقيم فتحت عهداً جديداً أعاد للبلدين مجدهما الحضاري التليد بعزم وثبات، مكن الشعبان من كامل السيادة السياسية والاقتصادية ورواسخ التماسك الوطني والسير بوعي ومسؤولية على درب الديمقراطية والحداثة والدولة المدنية واستلهام روح العصر ومتطلباته ومتغيراته بحكمة قيادتيهما واتزان الخطوات ودقة وشمولية الرؤية وبعد النظر في إطار استراتيجية واقعية تسنم عنوانها الزعيمان الرئيس عبدربه منصور هادي وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ولأن علاقة اليمنوالبحرين بهذا المستوى من الروابط وتطابق الرؤى والمفاهيم وتناغم جدل الدياليكتيك السياسي فإن زيارة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - يوم أمس الأول إلى المنامة، ولقاءه ومباحثاته مع أخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة كانت ناجحة ومثمرة، ذلك أن تطابق وجهات نظر القيادتين السياسيتين واتفاق الرؤى إزاء مجمل القضايا ذات الصلة بالعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين والشعبين الشقيقين وتطلعاتهما إلى مزيد من الشراكة الفاعلة في مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية وتوسيع آفاق المصالح والمنافع المتبادلة، هي حصيلة طبيعية لرغبة مخلصة لزعيمين يستوعبان مثل هذه المعطيات والضرورات التي تفرضها واحدية الارتباط الوثيق بين الشعبين الشقيقين، وما يحيط بهما من تطورات المرحلة وإفرازات تحولاتها المتسارعة والتهديدات والمخاطر التي تواجه البلدين بصورة متشابهة ومن جهات إقليمية متشابهة أيضاً. ومع كل ما حظيت به مسألة تعميق وتعزيز العلاقات في جميع المجالات وتأكيد الزعيمين هادي وحمد على أن سبل التعاون وتوثيق الروابط لا حدود لها ومنفتحة تماماً بين البلدين على مصراعيها دون أي تحفظ لما فيه صالح الشعبين.. إلا أن قضايا الأمة والهم العربي، قد مثل حجر الزاوية وتسنم أجندة واهتمامات المباحثات الأخوية فيما بينهما. وتبقى الإشارة إلى أن خصوصية العلاقة الشخصية القوية بين الرئيس هادي والملك حمد هي من تمد علاقات البلدين بدفقات الديمومة والحيوية والتجدد، وكان جلياً في ذلك تكريم جلالة الملك حمد للرئيس هادي في حفاوة الاستقبال وفي تقليده وسام (أحمد الفاتح) نسبة إلى فاتح البحرين، وهو أعلى وسام في المملكة؛ تعبيراً عن عمق العلاقات الأخوية بين الزعيمين والبلدين الشقيقين التي تؤكد المؤشرات على مستقبل مشرق لها وآفاق رحبة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك