أخبرني صديقي الفنان فهد القرني بأنه قبل أربعة أعوام وفي إحدى مرات سجنه بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية السابق ، نقلوه يوماً من السجن المركزي بتعز إلى مبنى المحافظة عندما كان الصوفي محافظاً للمحافظة وأخبره المحافظ بأن الرئيس يريده على الهاتف. وبالفعل تحدث صالح مع فهد في الهاتف قائلاً له: أنت كذاب وبوق من أبواق الإصلاح ولا تقول الحقيقة ولو كنت غير ذلك فأخبرني من أخرج لكم النفط قالها بلهجته المعتادة كما يقول فهد (يلا جاوبني قل لي من أخرج النفط المؤتمر والا الإصلاح؟ قل لي جاوبني؟ قال له فهد: يا فخامة الرئيس أنت عملت تماماً زي مثل عندنا بتعز المثل يقول في غنمة ضاع ابنها دورت عليه ودورت وصيحت وبكت وبعدين بعد كم يوم لقت ذئب شافها تبكي وتصيح قال: أيش معك ليش تبكي قالت: ضيعت ابني الوحيد قال لها : لا تبكي ولاشي خلاص لقيت ابنك قالت له: الله يحفظك ويخليك ومش عارفة كيف أشكرك طيب وينه ،جيبه قال الذئب: لقيته وأكلته مشقايتي. ضحك صالح وقال له: أنت قليل أدب، وأيضاً الصوفي رفع صوته وقال لفهد: لا تقل أدبك مع فخامة الرئيس وأغلق الهاتف بوجه فهد وأعادوه للسجن. انتهت قصة فهد مع صالح وربما انتهت قصة صالح مع اليمن لكننا لا نزال نعيش فيما يبدو مع الذئاب. فمنذ فترة طويلة والكثير من أعضاء مجلس النواب يمطروننا بوعودهم قبل أي دورة انتخابية ونجدهم في الدورة الثانية بنفس طريقة صالح يسألون من أوصل لكم الكهرباء؟ وشق لكم الطريق؟ وبنى لكم فصلاً في المدرسة؟ ولم يدرك هؤلاء بأن مشاريعهم ليست أكثر من وهم ولم تعرف مناطقنا مشروعاً مكتملاً كما يجب وفي أحسن الأحوال وإن تحقق إنجاز واحد ، فالنائب لم يكن سوى متفيد من أموال الدولة ومساهمة المواطنين. ماذا حقق النواب الذين انتخبناهم لدوائرهم الانتخابية؟ ماذا أضافت دموع دولة رئيس الوزراء التي باركناها واستبشرنا بها وكتبنا فيها الشعر والنثر بعد أن كانت مصحوبة بحلم الرجل ووعده بدولة كتركيا أو ماليزيا. ما الذي أضافته حملة نظافة أمين العاصمة وقد دعونا لها وشاركنا فيها جميعاً ولكن قبل أن نعرف بأن أكثر من 600 مليون ريال ذهبت في يوم واحد لم يغير كثيراً من وجه المدينة ولم يضف شيئاً في ثقافة سكانها والأهم من ذلك لم نسلم هدر كل هذه المبالغ في يوم يفترض أنه تطوعي؟. لا يكفي أن نسمع منكم وعوداً ولا تسويقاً لمجد لم تصنعوه إلا لكم أنتم. ولايجوز أن تفعلوا شيئاً فقط لترفقوا أسماءكم في رأس قائمة المكافآت مقابل فكرة المشروع أو الإشراف على تنفيذه. مارثن لوثر كنج كانت عزيمته أصدق من موته فتحقق حلمه وغاندي تندم على المتهافتين على السلطة، فأصبح حتى اللحظة رئيساً ملهماً لملايين الأحرار حول العالم ومانديلا أنكر ذاته فأجله واحترمه البيض قبل بني بشرته السود وأصبح رمزاً أول في أفريقيا كلها ..أيها السادة لو كانت الدعاوى تصنع مجداً لتحقق ذلك إن علمنا بأن أهم تاجر في أثيوبيا يمني الأصل سافر بحثاً عن بلد آمن للاستثمار وعلمنا بأن أهم تجار المملكة يمنيون اضطرهم المال إلى عدم العودة لوطن يطلب فيه متنفذون في السلطة شراكة في المشاريع مقابل الحماية من شرورهم. لو كانت الشائعات تصنع تاريخاً لاحتفلنا بكأس الخليج الأخيرة في شوارع صنعاء وعدن بدلاً من دبي وأبو ظبي التي لجأت لها ولغيرها مواهبنا الرياضية بحثاً عن لقمة عيش كريمة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك