أياً تكن دوافع مجلس الأمن التي على أساسها زار صنعاء ، فالأكيد أن هذه الزيارة تاريخية ومهمة وفارقة في حياة اليمنيين. هي رسالة للمواطن اليمني الذي ضاق ذرعاً بالنظام والمعارضة وحتى الوطن أحياناً بأن اليمن دولة مهمة لا يجب التقليل منها أو الشعور فيها بنقص. هي رسالة للساسة بأن اتفاقاتهم ليست كما كان يقال سابقاً (لا تساوي الحبر الذي كتبت به) وإن بمقدورهم التنصل منها متى أرادوا كما فعلوا مرات ومرات ،فالمجتمع الدولي كله هذه المرة معني باتفاقاتهم وواقف على ضرورة إنجازها. هي رسالة أيضاً لمن لم يكن طرفاً في الوفاق السياسي ،أن يدرك نفسه ويضم مشروعه إلى قائمة المشاريع الوطنية على اختلافها،وأياً كان سقف وحجم هذا المشروع قبل أن يهمله الجميع ولا يلتفت إليه أحد. الغريب والملفت أنه وفي حين كان العالم إما واقفاً في صنعاء أو موجهاً أنظاره إليها ، شكك البعض وقلل من أهمية الزيارة ،متحدثين عن مصالح هذه الدول خلف زيارتهم لليمن ،متناسين أو غير مدركين بأن العالم كله قائم على المصالح المشتركة أصلاً ،وما المانع ونحن جزء من هذا العالم أن تتحقق مصالحهم مقابل تحقق مصالحنا؟ وأول مصلحة هي أن الكثيرين سمعوا ربما ولأول مرة عن اسم اليمن واحترموه أيضاً ،لأن مجلس الأمن انعقد في أرضه، فضلاً عن كل الالتزامات الدولية تجاهنا ، حيث الوفاء بها سيكون ملحاً غير ذي قبل. دولة قطر التي اعتمدت ميزانية مفتوحة لقناة الجزيرة كان أحد أهدافها أن يقول المذيع (نشرة الأخبار من قناة الجزيرة في قطر) كي يعرف الناس دولتهم ، أما نحن فقد جاءنا العالم كله وتناقلت كل وسائل الإعلام خبر المجيء بالمجان. آخرون تحدثوا عن عدم جدية من مجلس الأمن في معالجة مشاكل اليمن ، وهذه النقطة بالتحديد يروجها إما الخائفون حقاً من مجلس الأمن ولديهم إشعارات سابقة بإمكانية محاسبتهم في أي وقت أو المحاولون تعطيل مؤتمر الحوار الوطني الذي لأجله غض الداخل والخارج الطرف عن الكثير من انتهاكات بعض القوى على أمل دخولها في الحوار. وفي المجمل فإن من النقص أن نقلل من فرحة المواطن بهذه الزيارة ومن المعيب ألا نشكر من زارنا داعماً لليمن ومتغلباً على كل ما يشاع حول انعدام الأمن ، ومن غير المنصف أيضاً ألا نفخر بالجيش والأمن الذي حفظ اليمن وضيوفه في يوم تاريخي كهذا... رابط المقال على الفيس بوك