• تلقيت الكثير من اللوم والعتاب خلال الأسابيع القليلة الماضية من قبل عدد غير قليل من المواطنين في حضرموت , ويعود ذلك إلى أنهم يريدونني أن أتطرق إلى مشكلة ارتفاع أسعار الأسماك بصورة جنونية في المكلا وأغلب المدن الساحلية,حيث تشهد محافظة حضرموت عموماً وعاصمة المحافظة مدينة المكلا منذ أكثر من شهرين ارتفاعات غير معهودة في أسعار المنتجات السمكية,يلمس ذلك الارتفاع ويحس به أكثر المواطن العادي محدود الدخل والمواطن الغلبان , ولهم كل الحق في رفع أصواتهم بالشكوى من هذه الارتفاعات غير المعقولة في أسعار المنتجات السمكية , ومرد ذلك الحق أن المكلا وأغلب المدن الساحلية تطل على شواطئ البحر العربي الواسعة المفتوحة على المحيط الهندي, فلم يعهد أبناء مدن ساحل حضرموت حتى في ظل أزمات سابقة مر بها البلد هذه الارتفاعات الجنونية الحادة في أسعار الأسماك وبهذه المستويات العالية جدا,ً حيث بلغ سعر الكيلو التونة (الثمد) ما بين 2000-2500 ريال في حين واصلت بقية أنواع الأسماك ارتفاعها بدرجات متفاوتة , حتى الأنواع المتوفرة بكثرة كالباغة لم تسلم هي الأخرى من جنون هذه الارتفاعات المتصاعدة بشكل خيالي , يتساءل المواطنون ماذا صنعت الحكومة تجاه هذا الأمر وما هي الحلول التي اتخذتها لإيقاف جنون الأسعار المنفلت لوجبة غذائية ضرورية بالنسبة لهم لا يستغنون عنها البتة وما دور السلطة المحلية تجاه ذلك الأمر .. • الصيادون البسطاء يشكون من أنهم يُعانون الأمرين في سبيل توفير قوت أطفالهم , ويلقون باللائمة على الجهات المعنية التي لم تعمل على تنفيذ اللوائح والقوانين المنظمة لعملية الاصطياد , فالبحر يعاني من عملية الاصطياد العشوائية منذ فترة طويلة,ويرون أنه من الواجب أن تمنع الجهات المعنية استخدام الوسائل المضرة بالأحياء البحرية والبيئة البحرية كالحوي , ولابد من إيقاف الصيد بطريقة الحوي والسخاوي والأسلحة البحرية كالمسدّسات , وأن يتم تحديد مواسم مُعينة للصيد بالشباك و السخاوي , ولكن ما يتم الآن هو الاصطياد بصورة عشوائية في كافة الأوقات دون أي رقابة من قبل وزارة الثروة السمكية , وتلحق هذه الطرق في عملية الاصطياد ضررا كبيرا على البيئة البحرية , كما يجب إيقاف شركات الاصطياد العملاقة التي تمخر عباب بحار المحافظة جيئة وذهاباً لتصطاد الأخضر واليابس وتجرف المراعي السمكية التي تتغذى عليها الأسماك مما تسبب في هجرة الأسماك عن بحار المحافظة , إضافة إلى مراقبة المختصين في وزارة التجارة والصناعة لأماكن بيع الأسماك والحراجات لمراقبة أسعار شراء هذه الأسماك وأسعار بيعها بالمقابل للمواطنين في سوق التجزئة وملاحظة الفارق بين السعرين , خلال فترة سابقه كان هنالك اتفاق مع السلطة المحلية بحضرموت في فترة المحافظ عبد القادر هلال يقضي باستخراج ما يحتاجه السوق المحلي من أسماك المشروع الرابع يومياً وتصدير باقي الكمية , لماذا لا يتم العمل بهذا الاتفاق حالياً لكبح جماح الارتفاع الجنوني في أسعار الأسماك. !؟ يتساءل الصيادون بحسرة لماذا تصطاد بواخر عملاقة في حضرموت فقط ؟ ولا تصطاد في أي محافظة أخرى كالمهرة مثلاً ؟ لماذا عندنا تجرف البيئة البحرية وتدمر ثروات المحافظة ؟ أسئلة نضعها بين يدي المسئولين لعلها تجد إجابات شافية, المهم إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلة التي يعاني منها المواطن أم إننا لن نجد الإجابة الشافية, ليظل لسان حال المواطن يردد والحل بيد من..؟! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك