• الأمية في هذا البلد يتم تذكرها خلال يومين فقط من العام تقريباً , ويتم نسيانها خلال بقية العام , اليومان التي يتم تذّكر الأمية فيها هما اليوم العربي لمحو الأمية الذي يصادف الثامن من يناير من كل عام , واليوم الآخر هو يوم الثامن من سبتمبر اليوم العالمي لمحو الأمية, فيتم الاحتفى فيهما بمحو الأمية كتقليد سنوي مثل بقية خلق الله ما حد أحسن من أحد يعني إسقاط واجب والسلام , والاستعراض أمام الآخرين أننا قد قمنا بالواجب وأكثر وكأننا قد قضينا على الأمية نهائياً , في الوقت الذي تشير فيه كل التقارير المحلية والدولية أن نسبة الأمية في اليمن مرتفعة مقارنة بالدول المجاورة, حيث أشار تقرير صادر عن البنك الدولي عام 2004م إلى أن نسبة الأمية في اليمن وصلت إلى 49 % من نسبة السكان , وأضاف التقرير نفسه أن اليمن تتصدر قائمة الدول التي تعاني من تدني المستوى التعليمي في العالم الثالث , وفى تقرير آخر أيضاً صادر عن البنك الدولي في أواخر العام 2010 أشار إلى عدم انخفاض تلك النسبة ورجّح ارتفاعها في الأعوام القادمة , تقارير رسمية محلية صدرت عام 2005م حذرت من ارتفاع معدلات الأمية , حيث وصلت نسبتها إلى 49 % من إجمالي عدد السكان, فيما كشف تقرير صادر في نفس العام عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم التابع لرئاسة الوزراء عن وجود خمسة ملايين شاب بالغ أمي أغلبهم من الفئات الفقيرة في المجتمع.. • الأمية بين النساء هي الأكثر ارتفاعا , حيث كشف تقرير أصدرته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا (الإسكوا) التابعة للأمم المتحدة ومقرها بيروت في 30 مارس عام2010م أفاد بأن نسبة الأمية بين النساء في اليمن تصل إلى 65%, وأوصى التقرير بزيادة الإنفاق على التعليم عبر تطبيق مفهوم التعلم مدى الحياة والتركيز على التعليم والتدريب المخصصين للكبار, بعض القيادات التربوية في البلد ترجع سبب ارتفاع الأمية عاماً بعد عام إلى فشل السياسية التعليمية والتربوية التي تبنتها الحكومات السابقة , والي ضعف مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب في كافة المستويات التعليمية وضعف الصلة بين التعليم وسوق العمل , بإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.. • لم تعد الأمية في البلدان المتقدمة تعني عدم القراءة والكتابة فقد تخطت ذلك من زمان, ليصبح الأمي لديها من لا يجيد التعامل مع وسائل الاتصالات التقنية الحديثة , في الوقت الذي نجد فيه أن الأمية في هذا البلد ترتفع عاماً بعد عام بحسب التقارير الدولية والمحلية , فقد سخر البعض من ذلك الوضع المأساوي وأعتبر أن البلد لا يتجه صوب القضاء على ألاميه وإنما يتجه نحو الأمية , فيجب أن لا يقتصر دور وزارة التربية والتعليم وجهاز محو الأمية وتعليم الكبار على تّذكر الأمية خلال يومين فقط لالتقاط الصور والابتسامة لعدسات التصوير وبقية الأيام تتركها لمن.. ؟!, فالمطلوب منها أن تضع الخطط الإستراتيجية اللازمة للتقليل من نسبة الأمية على أقل تقدير إن لم يكن القضاء عليها بصورة نهائية , وهذا يتطلب العمل الجاد والمتواصل من أجل تحقيق النتائج الايجابية والملموسة للقضاء على الأمية وفق خطط يتم تنفيذها على أرض الواقع وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك , من هنا على وزارة التربية والتعليم أن تعمل كل ما في وسعها من أجل مجانية وإلزامية التعليم , ومعالجة أسباب تسرب الطلاب والطالبات الحاصل من التعليم ,وجعل التعليم متاحاً للجميع وتوفير كل مستلزمات العملية التعليمية , لعل ذلك يساعد في التخفيف من الأمية أو يوقفها عن الزيادة كل عام .. رابط المقال على الفيس بوك