ما سماه الأمريكان ب«الربيع العربي» وما يسميه بعض المفكرين والفقهاء والساسة العرب ب«الثورات الشعبية العربية» هناك آخرون يسمون ما يحدث في الوطن العربي “بالصحوة الإسلامية” وهكذا تعددت الأسماء “ والفوضى واحدة” إنها الفوضى الخلاقة.. لأنه وحسب ما نرى ونشاهد ونسمع لا يزيد عن خراب وتدمير، وقتل، وانظروا إلى تونس، ومصر، وليبيا، وسورية، والعراق، والصومال، ولبنان، والجزائر.. وليعلم أن من سماها “الثورات العربية” و “الصحوات الإسلامية” إنما هي مؤامرة غربية أمريكية صهيونية انساقت وراءها الشعوب والقوى السياسية بعفوية تحت وطأة ما يكابدونه من الأنظمة العربية.. لكن دون “هداية” أو “فكر” وبلا “قيادة”.. إنها تحركات شعبية شبابية حركتها، وسيرتها “أصابع خفية” تقف وراء وسائل الإعلام الإلكترونية “الفيس بوك” و “التويتر” و “الإنترنت”. وإذا كان ظهور “الجماعات الدينية” على السطح فليس ذلك لأنها كانت وراء هذه الثورات أو الربيع أو الصحوة أو بشكل أصح وراء هذه الفوضى العارمة لكنها كانت متربصة وانتهزت فرصة خروج الجماهير إلى الساحات والشوارع وفقدان هذا الخروج للهداية أو الفكر وكذا فقدانه للقيادة فقفزت لتتموضع في الواجهة، وتتصدر للعمل القيادي، وتحتل منصات ومنابر الساحات، والشوارع، وساعدها على ذلك غياب القوى والأحزاب السياسية الأخرى الوطنية والقومية والتقدمية.. فتسيدت على الساحات، والميادين ضد الأنظمة العربية.. وهي التي ظلت لعقود عديدة تهادن وتستكين، ولا تجرؤ أو تقوى أو تملك الشجاعة للخروج على الأنظمة التي احتلت موقعها الآن مثل “النهضة” في تونس.. و”الإخوان” في مصر و العديد من التنظيمات الدينية في ليبيا. وهذا ما كانت تريده الإدارة الأمريكية والغرب الأوربي والعصابات الصهيونية في فلسطينالمحتلة. وحين تقبل الإدارة الأمريكية بالجماعات الدينية فقط لأنه لن يستقر لها الحكم، وسوف تزداد الفوضى والتخريب والتدمير للبلدان العربية، وهو الهدف الغربي الصهيوني.. أما الأنظمة التي سقطت والتي كانت في خدمة الإدارة الأمريكية.. فقد كانت أوراق محروقة، ولم تعد تنفع الإدارة الأمريكية، وكان لابد من التخلص منها.. وإيجاد أنظمة بديلة دينية متطرفة، يمكن استغلالها في مواجهة إيران التي تطلق على ما يجري في الوطن العربي ب”الصحوة الإسلامية” ولا أعتقد أنها لا تعلم المؤامرة.. لكنها تتعامل مع الحراك في البلاد العربية بنوع من الخطاب السياسي والدبلوماسي بهدف احتواء، مالا يمكن احتواءه !!. إذن نحن بحاجة في مواجهة هذه الفوضى.. إلى إيقاظ المشروع العربي الإسلامي التقدمي.. فالوقت اليوم هو الأنسب، لإنقاذ ثورات الشعوب، والانتصار للصمود العربي.. والمقاومة العربية لأمركة وصهينة المنطقة.