الربيع العربي هي تسمية أمريكية أطلقها الرئيس الأمريكي “أوباما” على التحولات التي طالت بعض الأقطار العربية مثل “تونس مصر ليبيا اليمن”، طبعاً الإدارة الأمريكية لم تقترب بهذا المصطلح من “البحرين” وما يجري فيها من مواجهة بين النظام وبين الشعب البحريني المطالب بالتغيير.. وكذا ما يحدث في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية “القطين والعوامية” والذي امتد الآن إلى أبها، وإلى شمال السعودية.. المهم أن المصطلح هو مصطلح أمريكي لأن ما يحدث في الوطن العربي ليس سوى تحقيق للفوضى الخلاقة ذلك المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يهدف إلى فوضى وتخريب وتدمير للنظام العربي..وحتى الآن فما حدث في تونس وما حدث في مصر، وما حدث في ليبيا تحت ما يسمى بربيع الثورات العربية ليس سوى فوضى وتخريب وتغيير للوجوه.. أما الثورات فلابد من أن تمتلك مشاريع سياسية جديدة واقتصادية واجتماعية تحررية استقلالية تنبذ التبعية والإلحاق. إن الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن ليس إلا ربيعاً أمريكياً صهيونياً، تغيرت فيه الوجوه، لكن لم تتغير فيه السياسات.. فبعد نجاح التوانسة من طرد “بن علي” هاهم قد انتخبوا برلماناً وصار لهم رئيساً.. هذا النظام الجديد لم يحدد السياسة العامة والاقتصادية والاجتماعية، والموقف من العدو الصهيوني، ومن يقف وراءه، بل وهذا مهم جداً أن الدولة التي جاءت جديدة وحتى اليوم لم تفتح تحقيقاً لكشف ملابسات إحراق ”محمد البوعزيزي” وكيف استطاع تصويره وهو يحرق من أول لحظة، ولم يستطع إنقاذه حسب ما نشر؟!! نعم.. ليس هناك أي شيء ثوري عربي من النظام الجديد. نفس الحكاية في مصر خرج الشعب إلى الشارع يطالب بإسقاط النظام، لكن دون أن تكون له رؤية متكاملة لطبيعة وشكل وصورة النظام الجديد، ولا موقف محدد تجاه العدو الصهيوني، ومن يناصره ويؤيده ويدعمه.. فركبت الموجة الأحزاب التقليدية التي نجحت في الاستحواذ على الأغلبية في البرلمان وهو ما يبشر أنها ستنجح في الرئاسة.. وهكذا في ليبيا بدأت عملية التفتيت بإعلان إقليم فدرالي في الشرق برئاسة ابن عم الملك السنوسي. الحقيقة أن لا شيء يلوح في الأفق عن نتائج ثورات..وهذا لا يعني أننا مع الأنظمة السابقة، بل نحن مع الثورات لكن مع الثورات التي تمتلك مناهج تغييرية تحررية سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً.. فالثورات تأتي بالأفضل, وليس بالأسوأ.. بينما شباب الربيع غُيّبوا من النظم الجديدة.