“الربيع العربي” كما أسماه “أوباما” رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يكن الربيع الذي انتظره المواطن في دول الربيع العربي.. فهو ربيع بلا خضرة ولا زهر، ولا ثمار.. لقد صار شوكاً، وخناجر وسيوفاً وسلاحاً مدمراً خبيثاً ينهش في بلدان العرب، صار انفجارات مفخخة، صار قتلاً، وجراحات، وخوفاً، ورعباً، صار اعتداءات على كل مقومات الحياة العصرية، فلا شيء يسلم من عنفه، وجرائمه، وتخريبه، وخوفه واضطرابه.. ولا ندري.. هل نؤرخ لهذا الربيع من تونس، أم نؤرخ له من الصومال، وتفكيكه، أم من العراق والعدوان عليه، واحتلاله وتدميره؟! لا يهم فقد صار العرب في الهم سواء في هذا الربيع.. الذي لم يخلف لهم سوى الاضطرابات، وعدم الاستقرار، وضياع الأمن وزوال النعمة وحلول النقمة.. ولا مبالغة في ذلك ويكفي للاطلاع على ذلك تتبع أخبار تونس، ومصر، وليبيا، والعراقوالصومال ولبنان وفلسطين وسورية والأردن، والسودان وكل قطر عربي.. ولم يكذب صاحب الامتياز في إطلاق إسم “الربيع العربي” على التحولات في بلاد العرب “أوباما” حين قال: إن دول الربيع العربي قد تحولت إلى الاضطرابات العربية!! وهو أمر كان متوقعاً مسبقاً.. لأن الذي صاغ هذا السيناريو للبلاد العربية هو الغرب الأمريكي الأوروبي الإمبريالي الصهيوني، لإنقاذ أهدافهم في تحقيق الفوضى الخلاقة كبرنامج أمريكي صهيوني لهدم النظام العربي بطريقة مأساوية من خلال ثورات، وجهت وحركت ب “ الفيس بوك” من قبل الدوائر الإمبريالية الصهيونية لنشر الفوضى، والاضطرابات، والعنف المسلح في ربوع الوطن العربي، وتخريب، وتدمير ما حققه خلال ستين سنة مضت، ويعود إلى ما قبل ستين سنة. ولا غرابة في ذلك.. فالأنظمة العربية ساهمت في ذلك بشكل كبير.. لأنها قطعت كل صلاتها بالشارع العربي تماماً، وأصبحت تعيش لنفسها، بمعزل عن الناس، وحاجاتهم ومتطلباتهم وطموحاتهم في تحقيق العدل، والمساواة، وتوفير الأساسيات والضروريات، والأوليات للمواطن ومن ثروات وموارد البلاد ليس من خزائنهم.. لكنها أي تلك الأنظمة لم ترع في شعوبها “إلاً ولا ذمة” تركتهم للفقر والجوع والبطالة والعراء، والمرض وفوق كل ذلك ظلم واستبداد وقهر.. كل هذه أثقلت كاهل المواطن فخرج إلى الشارع في ثورات لا فكر لها ولا قيادات.. وتلقفت هذه وسائل الإعلام الإلكتروني التي تدار من الاستخبارات الغربية الصهيونية لتغذية الشارع، وخاصة شباب “الفيس بوك” وتزيدهم فوق العمى اثنين، وتجرهم إلى ما وصلت إليه أقطار الربيع العربي اليوم من فوضى، واضطرابات ومواجهات بين الشعوب، والقوى الدينية “الراديكالية” المتعصبة، والمتطرفة التي ركبت الموجة للشباب الثائر، أو لشباب التغيير، وتصل إلى الحكم في ظل ظروف صعبة فلتت فيها كل القيود، وكل مقومات الدولة الآمنة اقتصادياً، واجتماعياً.. لتتحول أقطار الربيع العربي إلى الفوضى والاضطرابات الخلاقة تدمر نفسها بنفسها.. ويظهر أن الصحوة لا بشائر لها. رابط المقال على الفيس بوك