كل المتعلمين والأميين يعلمون أن “ربيع أو الربيع” هو أحد فصول السنة، وهو الأجمل والأروع والأحلى بين فصول السنة الأخرى .. هذا الفصل يحل في نصف الكرة الشمالي في شهر مارس “ آذار” وعليه فالعالم في 21 مارس يحتفل بعيد الأم تقديراً وإعلاءً وسمواً بهذه الإنسانة التي يصعب مجازاتها مهما عمل أي أحد لها.. في بلادنا وفي هذا الموعد نحتفل بعيد الشجرة، وتقوم الدولة والشعب بالإعداد له لإنفاذ حملة رسمية وشعبية لغرس ملايين الأشجار في عموم محافظات الجمهورية.. من مميزات هذا الفصل اعتدال المناخ، واخضرار وازدهار الأشجار، وإزهارها وإثمارها.. وخاصة أشجار الفواكه، والخضروات.. لكن ما نلاحظه ومنذ 2011م أن الاحتفال بالشجرة، وعيد الأم في بلادنا قد اختفيا بسبب الأزمة السياسية أو الثورة، ضمن ما سمي بالثورات العربية الشعبية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والأردن هذه الثورات التي أسماها الرئيس الأمريكي “ أوباما” “الربيع العربي” طبعاً وصف جميل.. لكن حين تستحسن “الإدارة الأمريكية” رئيساً، ووزير خارجية وناطق باسم البيت الأبيض وباسم الخارجية الأمريكية، ومعهم قيادات أو حكومات أوروبا الغربية، وحلفائهم، وتابعيهم وأذيالهم أي عمل في البلاد العربية الإسلامية فأبشر “ بالويل، والثبور، وعظائم الأمور” فمنذ إطلاق الرئيس الامريكي «الربيع العربي» على ماسمي بالثورات العربية الشبابية خفت كثيراً وادركت أن ما يحدث غير مأمون وليس فيه خير ولن يكون “ربيعاً عربياً” بل سيكون “ خراباً عربياً” وسوف يحقق الأهداف الأمريكية الأوروبية الصهيونية الاستعمارية نيابة عن آليات الإمبريالية الصهيونية وبدون أي خسائر “وأن الربيع العربي” لن يكون إلا ربيعاً أمريكياً صهونياً.. وها نحن في السنة الثالثة، ولم نجد أي ربيع يطل في أي بلد عربي، فلا اخضرت الحياة ولم تزهر ولم تثمر سوى الشوك ولم تثمر سوى الخوف والفوضى، والتخريب والتدمير لما أنجز في الأقطار العربية على مدى ستة عقود رغم ضآلته.. لكن هذا الإنجاز الضئيل في ستة عقود لم ترض عن بقائه الإمبريالية الغربية، ولا الصهيونية، ولأن تحريك الشارع العربي بهذا الاتجاه الثوري كاف لإعادة الأمة العربية إلى الحال التي كانت عليه قبل ستين عاماً.. ويكفي أن نتابع الآن ما يحدث في ليبيا وتونس والصومال وكذا سورية والعراق والأردن ولبنان، لكي نقف عند ربيع كله خراب ودمار وغياب أمن واستقرار وفوضى واقتصادات منهارة وحكومات عاجزة عن عمل أي شيء.. لأنه ربيع بدون فكر، وبدون قيادة وكل ما حدث ليس أكثر من تخريب بلداننا بأيدينا. الخلاصة.. نكاد نحن في اليمن أن نكون الوحيدين الذين نجونا من “ الخراب العربي” إلا من النذر اليسير منه بفعل الحكمة وتغليب مصلحة الوطن وإقامة انتخابات مبكرة لدولة انتقالية تمضي قدماً باليمن لكنها بحاجة إلى تحمل الآخرين لمسؤولياتهم ويثبتون حرصهم على اليمن عملياً.. والتقدم نحو مؤتمر الحوار لنصنع ربيعاً يمنياً مثمراً. رابط المقال على الفيس بوك