نحن في اليمن لم نكن بعيدين عن المؤامرة التي أطلق عليه تسمية ناعمة من قبل الولاياتالمتحدة، وكيان العدو الصهيوني، والدوائر الغربية والتوابع من العرب والمسلمين ب” الربيع العربي” هذا الربيع الذي لم يكن كعادة أي ربيع معتدلاً ..لكنه مخالف للنواميس والقوانين الطبيعية “المناخ” لأنه كان ربيعاً حاراً، وساخناً، وهو ربيع لم يبدأ في الوطن العربي لكنه بدأ في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق، لكن بتسميات ناعمة أخرى “ثورات الألوان” مثل- الثورة البرتقالية، القرمزية، الثورة المخملية، وغير ذلك من التسميات “الناعمة” لكنها ثورات سقطت، ولم تحقق الأهداف الأمريكية التي كانت ترغب أن تحولها إلى “فوضى خلاقة” تتصادم فيها الشعوب مع الحكومات ..لكن ذهبت دون جدوى!!! في الانتخابات الرئاسية الثانية في إيران نجح “أحمدي نجاد” لفترة ثانية على منافسيه بفارق “15” مليون صوت ..ومع ذلك خرجت مظاهرات ترفض النتيجة تتهم الانتخابات بالتزوير، وهو منطق “أهوج” لأن الفارق “15” مليون ..فأي تزوير هذا الذي يقولونه، ومع ذلك خرجوا إلى الشوارع بدعم ومساندة غربية صهيونية من الناحية الإعلامية، والتي أطلقت على تلك الفوضى ب” الثورة المخملية” لكنها أيضاً ذهبت أدارج الرياح طبعاً كلنا نعلم الوضع الباكستاني، والأفغاني، لا أمن ولا استقرار هناك استنزاف رهيب للبلدين. أتى الدور على العراق، تحت مبرر تدمير أسلحة الدمار الشامل التي كانت أكذوبة برزت بها الإدارة الأمريكية غزو العراق، وإسقاط النظام، وتسريح الجيش ومازال العراق يعيش الأمرين، وأمنه، واستقراره مفقودين، وهكذا السودان فصلوا الجنوب، وجعلوا من دارفور والتمرد فيها لاستنزاف البلاد والجيش بصفة خاصة وهكذا الصومال التي لا تزال الحكومة محصورة في وسط مقاديشو ..البلاد مدمرة وأما جيشها فقد أنتهى ..وحالها لا يسر. وجاء الربيع العربي إلى تونس ..لكن الجيش أنحاز إلى الشعب، وهكذا في مصر وانتجت الثورتين نظامين جديدين لا أعتقد أن “ الأمريكان، والصهاينة” مطمئنين لهما، لكن الأوضاع مع ذلك في علم الله.. حتى ليبيا وهي الوحيدة التي تدخل حلف الأطلسي لإسقاط النظام، وجيشه، وسلاحه، والأوضاع مازالت غير مستقرة، أما في اليمن فالانقسام “الشعب، والجيش” بين موالاة، ومعارضة فقد فرض نتيجة أخرى هي المبادرة الخليجية ..وما إن وصل الربيع العربي إلى سوريا إلا ومر الربيع والشتاء والصيف، وصار الأمر في سوريا خريفاً عربياً لم يعد ربيعاً ..ويظهر أن المسألة في سوريا ستتحول إلى ربيعاً عربياً حقيقياً نتيجة للوحدة والتماسك المذهل في سوريا بين الشعب والجيش والأمن والدولة. إن الحقيقة للقارئ الحصيف تؤكد أن ما يحدث في البلاد العربية ليس ربيعاً ولا ثورات، وإنما مؤامرة تستهدف الوطن العربي والإسلامي بالخراب والتدمير ..فهل نصحو ياعرب؟!!