لا وقت لدينا لندب حظنا العاثر مع حكومة الوفاق، وهي في المقابل لا وقت لديها لتكون نزيهة، كما كانت تدعي أيام رفع الشعارات والصراخ “ ارحل سئمنا الظلم سئمنا الفساد” أيامها كانوا لا يزالون في عداد الشعب، يعيشون ذات الطفرنة وينظرون بصبر موعد الوجبة التي كانت توزعها اللجنة المختصة في الساحات، وكان الوعد بينهم على غرار « نقسم الحب نصفين »، وبالفعل تقاسموا الوطن وخيراته ولكن ليس هم والشباب..!! مايجعلني أشعر بالتقزز هو الشعارات التي لايزال الكثيرون يرفعونها في محاولة يائسة للحفاظ على أمل ما خلقته لحظة اندفاع شبابي، حين كانت الثورة في طور تخلقها الأول مضغة في رحم الأحلام، يومها لم يكن الشباب الطموح قد انضموا ليسكنوا رحم أحلام الشباب ويرفعوا شعاراتهم، وبالمقابل يدفعون بهم إلى مقدمات الصفوف ويظلون هم يخطبون فيهم ويلهبون مشاعرهم بكلماتهم الحماسية، ثم يستخدمون جثثهم كشاهد على أحقية مطالبهم وشعاراتهم...!! والآن ماذا.. مجموعة من عجائز وشيوخ اليمن يتحدثون عن نجاح الثورة الشبابية، عليّ اللعنة إن كنت سأقتنع يوماً ما أن هؤلاء هم شباب اليمن، أقسم بجلال الله أن الواحد منهم يحتاج إلى خمسين عملية شدّ ورفع ونفخ وترقيع لنستوعب أنهم ليسوا موميات من العصر الكمبري طبعاً إن كان هناك عصر بهذا الاسم..! مرورك في ساحة التغيير في صنعاء يعطيك صورة جلية لما آل إليه الشباب اليمني، الطاقات اليمنية التي يعول عليها ترميم ما أفسدته الثورة المنهوبة، في الصباح تجدهم في خيامهم نياماً وكأنهم من أصحاب الكهف شعورهم الشعثة وجوههم الغبرة، أظافرهم الطويلة التي تحوي كيلوهات من الأتربة وربما أكياس نايلون وعيدان قات ،والله ظفر الواحد منهم مكب نفايات، وإن مررت عليهم عصراً تجدهم مبحشمين يتحدثون عن نجاح ثورتهم ويرفعون شعار الثورة ليست موسماً إنها ثقافة، وفي الليل هم مطننون بعد القات ينتفون شعر لحاهم وصدورهم، ويلعنون حكومة الوفاق، هؤلاء هم شباب الثورة وحين تسأل أحدهم منذ متى أنت هنا يخبرك منذ يناير أو فبراير 2011م، فترد: استمروا ..!! الإخوة الوزراء الشباب الذين أنتجتهم الثورة لا يزالون يمارسون دور الوعظ والإرشاد وإلهاب الحماسة، ويتحدثون في وسائل الإعلام ثورة الشباب مستمرة حتى تتحقق لهم مطالبهم، وفي كلامهم ضمير مستتر تقديرة حتى تتحقق لنا مكاسبنا ونضمن مستقبل خمسة أجيال من أبنائنا..؟؟ لا وقت لدينا لنندب حظنا العاثر مع حكومة الوفاق فنحن بالكاد نتسابق مع الزمن في انتظار فبراير 2014م، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ولا نرى شباباً كهؤلاء يمثلون الشباب. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك