تقرأ الذاكرة الأمريكية الحالة اليمنية بعدسات التاريخ الأمريكي الذي شهد حرباً أهليةً مدمرة، بين شمال وجنوب الولاياتالمتحدة، على عهد الرئيس ابراهام لنكولن، وقد قاتل الرئيس ابراهام لنكولن بشراسة ضد مشروع انفصال الجنوب الأمريكي، وبعد حرب أهلية دامت أربع سنوات تم ارجاع الجنوب لحظيرة الولاياتالمتحدة، واستتبع ذلك، الشطب الكامل والتاريخي لمشروع الانفصال. اليمنوالصومال واجهتا وتواجهان ذات المشكلة بين شمال وجنوب، والولاياتالمتحدة كانت ومازالت ترفض أي مشروع انفصال في اليمن أو الصومال، وفي ذلك قدر كبير من حنين الاسترجاع التاريخي للحالة الأمريكية التي واجهت ذات المشكلة في أحوال زمنية دقيقة وحساسة من تاريخها، فقد كان على الشمال الأمريكي أن يُقاتل الجنوب لسنوات حتى يستعيد دولة «الولاياتالمتحدةالأمريكية» ويُلغي مشروع «الكونفدراليات الأمريكيةالمتحدة» التي عَنَتْ وتعني شَرْعنة الانفصالات المحتملة. من هذه الزاوية تقرأ الذاكرة السياسية الأمريكية الحالة اليمنية، ولهذا وجب القول بأن الولاياتالمتحدة لا تقبل بأقل من دولة اتحادية يمنية، ولا تجيز أكثر من ذلك. الاتحاد اليمني هو الصيغة المقبولة أمريكياً وروسياً وصينياً وأوروبياً، ومن توهَّم غير ذلك فقد ظلم نفسه. وعلى خط متصل يمكن القول إن بقية المكونات السياسية الدولية النابعة من متاهات الحربين الكونيتين لا يقبلون بأقل من الدولة الاتحادية. ليس في اليمن فقط، بل وفي مختلف بلدان العالم، ومن يقرأ الجغرافيا السياسية العالمية، ويراقب المشهد السياسي الثابت لمختلف المكونات الإنسانية الأكثر تطوراً وازدهاراً، سيكتشف دون أدنى ريب أن الصيغة الاتحادية، ذات الخصوصية المحلية، هي الجامع المشترك الأعلى في الجغرافيا السياسية الدولية، ذلك أنها صيغة تستوعب المورثات المختلفة بأشكالها الدينية والقومية، وتؤصل للمواطنة العصرية بوصفها المعيار الحاسم والوحيد للهوية النابعة من النظام والقانون، لا الاستيهامات العرقية والسلالية والدينية، وهذا أمر ينطبق على اليمن، كما على بقية خلق الله. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك