استبشر الكثيرون فى جامعة تعز طلاب وموظفون وأعضاء هيئة تدريس بتكليف الأستاذ الدكتور محمد الشعيبي للقيام بأعمال رئيس الجامعة بعد مرور اكثر من شهر على الاضراب الذي ينفذه أساتذة وموظفو الجامعة , للمطالبة بتعييين قيادة جديدة للجامعة وإنهاء كل اشكال ومظاهر الفساد المالى والإداري بالجامعة . والحقيقة ان الدكتور محمد الشعيبي شخصية اكاديمية وإدارية معروفة ومشهود له بالتعامل الاكاديمي الراقي والخلق الرفيع مع الجميع اساتذة وطلاب وموظفين خلال فترة عمله كعميد لشئون الطلاب في الجامعة قبل عدة سنوات , وهو أحد منتسبي هذه الجامعة و على علم بكل مظاهر وأشكال الفساد والاختلالات فى الجانب الاداري والأكاديمي بالجامعة , وبالتالى فهو لا يحتاج منا الى ان نبصره بمواطن الضعف ومظاهر القصور والاختلالات في الجامعة , بقدر حاجته الماسة الى التعاون والمساندة الحقيقية والفعلية من قبلنا جميعا اساتذة و موظفين وطلاب في الواقع العملى وليس من خلال الكلام أو صفحات الفيس بوك. وسوف أركز في مقالتى هذه على بعض النقاط او الاولويات التى يجب على رئيس الجامعة التركيز عليها لتصحيح مسار الأداء الاداري والأكاديمي بالجامعة خلال الفترة القادمة من وجهة نظري وهي : أولا : العمل على رأب الصدع وإصلاح ذات البين وإزالة كل مظاهر الحقد والبغضاء بين منتسبي الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وموظفين نتيجة المماحكات والمهاترات الحزبية خلال الفترة الماضية. وذلك من خلال اقناع الجميع بأنهم فريق عمل واحد مهمتهم الأساسية خدمة المجتمع والوطن , وتخريج أجيال صالحة ومتعلمة ومبدعة من هذه الجامعة , تسهم بفاعلية فى عملية البناء والتنمية والنهوض بالوطن فى مختلف المجالات . وإقناعهم بأن الجامعة مؤسسة علمية مستقلة تعمل من أجل بناء قدرات علمية لوطن يتسع للجميع وليست شركة خاصة بحزب أو بأشخاص. .فقد انشغل المتحزبون خلال الفترة الماضية بالثأر السياسي والمكايدات وغفلوا عن تطوير الجامعة ، وصمت المستقلون وانكفأوا على همومهم ، وتفرقوا يبحثون عن الاستقرار وعن مصادر رزق إضافية لتحسين أوضاعهم وانفرد الفاسدون بالجامعة يؤسسون لدولتهم داخلها في غفلة من القانون ، فدُمرت الجامعة علميا وإنسانيا وأصبحت البلطجة فيها هي السائدة... ولهذا فإن الجامعة لن تستقيم ولن تستقر ولن تعود لاستئناف مهمتها حتى وإن تم تغيير قيادتها عشرين مرة مادام الحقد السياسي هو الذي يحكم التصرفات بين منتسبي الجامعة ، فالكل ينتقم من الكل والكل خاسر لا محالة . ولذلك لا بد من إبعاد الحرم الجامعى عن التدخلات الحزبية والسياسية وذلك من خلال وضع ميثاق شرف وضوابط قانونية وتنفيذية لتطهير الحرم الجامعي من كل الممارسات والمحاكمات الحزبية , بحيث تصبح الجامعة ساحات رحبة لتلقي الطلاب مختلف العلوم والمهارات , والتنافس العلمي والأكاديمي ( وليس الحزبي ) بين طلاب الجامعة وكذلك بين اساتذتها لإبراز قدراتهم وإبداعاتهم في مجال البحث العلمي والابتكار والاختراعات التي تفيد المجتمع والوطن والأمة . ثانيا : العمل على تعزيز الولاء المؤسسي بين المنتسبين للجامعة من اعضاء هيئة تدريس وموظفين بحيث يتفانى الجميع فى أدائه الأكاديمي أو الأداري ويؤدى مهامه ودوره بصدق وأمانة وإخلاص بعيدا عن أى تأثيرات خارجية شخصية أو حزبية . وذلك يقتضي الاهتمام بتوفير الاحتياجات الاساسية والضرورية التي تمكن الأستاذ أو الموظف الجامعي من أداء دوره وممارسة مهامه بفاعلية . وأضم صوتى في هذا الجانب الى صوت الزميلة العزيزة الدكتورة سعاد السبع التي أشارت في احدى مقالاتها الى ان “ أهم أسباب ضعف الولاء المؤسسي لدى المنتسبين للجامعات اليمنية الحكومية أنهم يعانون من الضغوط المادية والنفسية والاجتماعية والمهنية التي جعلتهم إما مشردين خارج الوطن أو مشتتين داخله..فالمنتسبون للجامعات اليمنية لا يزالون يحلمون بإشباع احتياجاتهم الأساسية في هذه الأرض ، بينما أمثالهم في جامعات العالم يحلمون بتوفير فرص للانطلاق إلى كواكب أخرى خارج نطاق الأرض . نحن نحلم بوجود مستشفى يكتشف ما لدينا من أمراض ويعالجها قبل أن تصيبنا بإعاقات دائمة ، ونظراؤنا في جامعات العالم يطالبون برحلات ترفيهية إلى سطح القمر، نحن نحلم بتوفير مصادر المعلومات والوسائل التقنية والمعامل العلمية والمكاتب المناسبة والقاعات المجهزة التي تساعدنا على التواصل مع طلبتنا بصورة علمية دقيقة وواضحة وحضارية ومفيدة ، وهم يعملون على إنتاج وسائل تواصل مع الكائنات الأخرى في الكواكب الأخرى لدراستها واكتشاف عالمها وإثراء المعرفة العالمية..نحن نحلم بأن نتمكن من توصيل المعرفة إلى طلبتنا وإيقاظ مهارات التفكير لديهم ، وهم يصنعون المعرفة ويبيعونها لنا، للأسف أننا لا نزال نحلم بإشباع احتياجاتنا الأساسية في الجامعات اليمنية مع أن هذه الاحتياجات تُعد مطالب أساسية لممارسة العمل في أي مؤسسة محترمة. ثالثا : الاهتمام بتوفير البنية التحتية الضرورية واللازمة لأداء الكليات والأقسام العلمية مهامها الاكاديمية بفاعلية . فهناك اقسام علمية في الجامعة -على سبيل المثال - مر على انشائها سنوات عديدة ولا تمتلك حتى اليوم الحد الأدنى من متطلبات ممارسة الأداء الأكاديمي والإداري في هذه الاقسام مثل كراسي ومكاتب وسكرتارية وجهاز كمبيوتر ووسائل مكتبية ومعيدين..الخ . ختاما كم أتمنى وأحلم أن يأتي اليوم الذي نمارس فيه مهامنا الأكاديمية في بيئة جامعية نظيفة وخالية من الفساد والمفسدين , بيئة مشجعة على العطاء والإبداع الأكاديمي يجد فيها عضو هيئة التدريس كل ما يحفزه ويمكنه من ممارسة مهامه التدريسية والبحثية بفاعلية , ويجد فيها الطالب الجامعي كل ما يحتاجه من معارف ومهارات حديثة بأساليب متقدمة ,وبجودة عالية . وأجد فيه رؤساء ونواباً للجامعات يفتحون صدورهم وأبواب مكاتبهم (وليس مقايلهم ) لمن يريد أن يحسن ويطور الأداء الإداري والأكاديمي في الجامعة !!!! , وأجد فيه على الأقل شخصيات إدارية وأكاديمية تحترم نفسها وتقدر مسؤوليتها وتدرك جيدا كيف تتعامل بحس اكاديمي راق وأخلاق عالية مع زملائها وطلابها وأبناء مجتمعها !! والأمل معقود اليوم بجهود وحماس الأستاذ الدكتور محمد الشعيبي القائم بأعمال رئيس الجامعة لتصحيح أوضاع الجامعة , والنظر بعين الحريص على تطوير وسمعة جامعته , ومستقبل وطنه وأبناء وطنه لما آلت إليه هذه الجامعة نتيجة انتهاك الفساد والفاسدين حرمتها خلال الفترة الماضية فهل يتحقق ذلك؟ رابط المقال على الفيس بوك