الشائع عن الشاعر الرومانتيكي اليمني العدني لطفي جعفر أمان إنه أحد أقطاب الرومانتيكية الشعرية العربية.. يَتَموْضع في المربع الأكثر وضوحاً للنص الوجداني الشعري المُجيَّر على شعرية البيان التاريخي العربي، مُجاوراً لأهم أسماء ذلك الشعر من أمثال جبران خليل جبران، والأخطل الصغير، والتيجاني البشير، وأبو القاسم الشابي، وايليا أبو ماضي. لكن هذا الوصف الشائع عن لطفي لا يقدم لنا كامل الصورة عن شاعر فنان شامل.. موسيقي، وإعلامي، وتشكيلي، ومسرحي أيضاً؛ ومن هذا المنطلق نُبحر في فضاءاته لنتبيَّن معنى التكاملية في النظر والممارسة، ومعنى الموهبة الفذَّة التي تجعل منه نموذجاً لفنان ينثُر الشعر ويُشعرن النثر من جهة .. يُموسق النص، ويُدوزن الموسيقى من جهة أخرى.. يرى بعين الناقد الفاحص، مُجيداً التقاط الجواهر والدُرر، فيما يتجلَّى بأشكال ظهور فني متنوع. على المستوى الشعري نتوقَّف معه في محطتين متكاملتين.. الأولى تتعلق بفصيح الشعر العربي، والثانية تتعلق باللَّهجة العَدَنيَّة التي كتب بها عديد النصوص الغنائية المُفصَّلة على مقاسات اللحون العذبة، وفي كلتا المحطتين نجد أنفسنا أمام حالة من التفرد الشعري الغنائي الموصول بآداب الكلام وتجريدات المعاني، وجماليات الأنساق. نحن هنا أمام قامة شعرية متساوقة مع أجمل نصوص الشعر العربي الرومانتيكي، والذي جاء امتداداً لشعر الإحياء النهضوي، وترجماناً مؤكداً للتثاقف مع الشعرية العالمية الأكثر تقطيراً في هذا البُعد. وإذا عرفنا أن لطفي كان يجيد الإنجليزية الشكسبيرية، فلنا أن نلمح كيف كانت الانبثاقات الثقافية الإنسانية النابعة من خوارزميات الكلام حاضرة في أساس مزاجه الشعري العربي، وكيف كانت مدينة الليل والمرايا الحاضنة لوجوده الفيزيائي والنفسي، مثَّلت نفحة كُبرى في شاعريته، مُطلقة الانتماء لبحار الزرقة وأقواس قزح. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك