صباح الخير يا وطني ..صباحك ورد ونبض وابتسامة.. صباحك شمس ترفل علينا من بعيد تتناغم سنا أشعتها مع كل وجه صبيح .. صباحك شمس ترسل إشراقة خاصة إلى تلك الطيور في أعشاشها– إلى الفلاحين في الحقول والصيادين في البحار..إلى ذلك الطفل الصغير الذي يحمل حقيبته على كتفه ذاهبا لمدرسته لينهل العلم وتتجدد بابتسامته الحياة .. صباحك ابتسامة بريئة مرسلة من كل أطفال بلادي إلى صناع القرار في قاعة الحوار تقول لهم : الوطن والوحدة أغلى من كل شيء وفوق كل شيء. 18 مارس اليوم التاريخي المنشود للمستقبل الأجمل ..اليوم الذي عقد على نواصيه الآمال وأحلام الشباب وفرحة الأطفال ، افتتاح الحوار الوطني في 18 مارس كان انتقاءً مميزاً وموفقاً لهذا اليوم والذي يذكرنا جميعا بحدث مؤلم وقاس كان في مثل هذا التاريخ من عام 2011م.. جمعة الكرامة التي تركت بصماتها القاسية في نفوس الناس جميعا من تلك الأيادي الغادرة واللئيمة حين نالت من الشباب الضحايا، بطريقة بشعة ترفضها وتستنكرها كل القوانين والأعراف الإنسانية والديانات السماوية. و لم تمر فترة وجيزة حتى انتقلت بنا الأحداث إلى جريمة أخرى هي الأبشع في جرائم التاريخ ، بنفس العقلية الحمقاء والأيادي الخبيثة التي نالت الشباب في جمعة الكرامة ، تكرر الإجرام مع النهدين ولكن بطريقة أشد لؤما وحقدا ليس فقط على الحكومة أو الرئيس ولكن كان حقدا موجها لوطننا الحبيب قاطبة .. مستحيل أن تنسى تلك الجريمة الحمقاء أو يهمشها التاريخ.. حقيقة كانت فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة مع تلك الوقفات المؤسفة التي تبعتها حينذاك من ذوي الساحات وهي محسوبة على المدعوين بالثوار والثائرين للأسف- الذين ما أكثر ما تغنوا بالسلمية وصدورهم العارية وو إلى مالا نهاية ... ولولا الرعاية الإلهية لهذا الوطن على أثر تلك الجريمة الرعناء لما وصلنا إلى هذا اليوم المنشود يوم الحوار الوطني ، والذي يشهده ويرقبه العالم أجمع ، ولأغرقت بلادنا في أنهار ممتدة من الدماء والدمار ، كم كانت رعاية الله عظيمة وكريمة حين أنقذت لنا الرئيس من ذلك الاغتيال الجبان ، ويستشهد كثير من الضحايا ممن كانوا في المسجد ويصاب الكثير بإصابات بالغة وغيرها، وبفضل الله وكرمه ينجو رئيسنا لتتحقق فيه معجزة كمعجزة إبراهيم عليه السلام حين انقذ من قلب النيران رغم انه كان الهدف المقصود أولاً من تلك الضربة اللئيمة ،ليعود إلينا بإرادة الله وحكمته ويواصل مسيرة النضال والصمود لهذا الوطن. من قلب هذا الحدث المهيب كانت للرئيس مواقف مذهلة حيرت العقلاء وألجمت السفهاء، حين أفاق من غيبوبته بعد الحادث مباشرة ومنع من حوله من الأبناء والقوات عن إهدار قطرة دم واحدة بسبب ذلك الإجرام، بل وطمأن شعبه بأنه بخير وهو مثخن في قلب جراحه !! – تحلى زعيمنا بالصبر الجميل وأرغم من حوله ليتحلوا بنفس الصبر ويمضوا على نفس الوتيرة في الوقت الذي كان بالإمكان أن يكون هناك رد فعل عنيف ومدمر يجتر الوطن على إثره إلى دائرة الحرب الأهلية التي تأكل الأخضر واليابس – لكن صبر وحكمة الرئيس التي شهد له بها العالم اجمع كانت أعظم من أن توصف أو توفي هذه الحروف له حقه، فكانت الثمرة المجنية أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من افتتاح الحوار الوطني ووضع اللبنات الأولى على دروب الحوار المنشود الذي يرقبه العالم اجمع على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي ويتطلع إلى نتائجه المرجوة بكل شوق ولهفة. كما أنه تحقيق للدعوة الأولى التي دعا إليها الزعيم صالح بداية انبثاق الأزمة عام 2011م حينها دعاهم للاصطفاف على طاولة الحوار والاحتكام لكتاب الله الكريم ، حفاظا على الوطن ومنجزاته ومنعا للفوضى الخلاقة التي سيكون ضحاياها الوطن والمواطن .. ولكن لا حياة لمن تنادي وفضلوا الاحتكام إلى أوباما ، كانت كل مراياهم ترنو إلى الكرسي والسلطة لتصيبهم بعمى الألوان وتجعلهم في غيبوبة مؤسفة عما سيترتب عليه من ضحايا ودمار ومآس بلا حدود يدفع ثمنها هذا الشعب المغلوب على أمره.. أخيرا : لن يبقى على طاولة الحوار إلا الغيورون على وطنهم ، المحبون للأمن والسلام الطامعون بالدولة المدنية الحقيقية تحت سيادة النظام والقانون التي يساوى بها الجميع لا فرق بين ذكر أو أنثى ولا فضل لأحد على أحد ، مهما تعدد المنسحبون من طاولة الحوار وبطرق مختلفة كلنا على ثقة بأن الحوار سيحقق نتائجه وثماره المرجوة لتصبح مظلة ممتدة من القوانين والأنظمة على كل اتجاهاتها ينعم بظلالها الجميع. رابط المقال على الفيس بوك