ما يتميز به مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ابتدأت جلساته في الثامن عشر من شهرنا هذا عن غيره من المؤتمرات هو أنه طويل الأمد قياساً بكل المؤتمرات الوطنية اليمنية السابقة مثل مؤتمر خمر ومؤتمر عمران ومؤتمر الجند ومؤتمر المشهد وصولا إلى مؤتمر حرض، فالمؤتمرات السابقة تفاوتت فتراتها من ساعات إلى يوم إلى ثلاثة أيام إلى ثلاثة شهور في حين امتدت فترة مؤتمر هذا العام إلى ستة شهور، سبقتها سنة كاملة للإعداد، وهذا يدل على الإعداد والإخراج الوطني الممزوج بالإشراف الإقليمي والدولي كما يدل على عمق الأزمة اليمنية التي تهدد وحدة اليمن سواء بالحراك السلمي في الجنوب أو الحراك المسلح في الشمال. المؤتمرات اليمنية القصيرة السابق الإشارة إليها انتهت كلها بالفشل نتيجة لعدم الإعداد الجيد لها في حين أن الإعداد لهذا المؤتمر لا يسمح بالفشل، إذ أن اختلاف فرق العمل مهما كانت درجتها لا تؤثر على نجاح المؤتمر، ففرق العمل التسع تمثل خطاً دفاعياً أول إذا فشل فخلفه خط دفاع آخر، ثم درع واقٍ ثالثا، وهذا أسلوب جديد لم تألف اليمن مثله من قبل. فقد استفادت اللجنة التحضيرية الفنية التي أعدت له من تجارب دولية لمؤتمرات مماثلة. الميزة الثانية لهذا المؤتمر أن تمويله تمويل أممي لا يكلف خزينة الدولة أي مبلغ بل أنها مستفيدة من دخول النقد الأجنبي إلى بلادنا فالتمويل بالدولار يحث على زيادة الطلب على العملة اليمنية مما يرفع من قيمتها لو لم تكن هناك عوامل أخرى تؤثر بشد عكسي. أما الميزة الثالثة لهذا المؤتمر وهي الأهم فهي ميزة تدريب أعضاء المؤتمر على أساليب الحوار فلم يكتف المعهد الديمقراطي الأمريكي ومعه الأمانة العامة للمؤتمر بالتدريب المسبق بل امتد التدريب إلى يوم الاثنين.. الخامس والعشرون من شهرنا هذا فقد خصص هذا اليوم بفترتيه لتدريب الأعضاء على إدارة الحوار، وأهم كل تلك المميزات هي ميزة اختيار المدربين من فئة الشابات النسائية تحت سن العشرين، فكل ذلك الحشد الذي يتكون من رؤساء حكومات سابقة ورؤساء مجالس نيابية حالية وسابقة ووزراء حاليين وسابقين ومحافظين وقادة عسكريين وحزبيين تدربهم شابات في سن أحفادهم، بالتأكيد أن هناك من أعلن تبرمه من هذا التدريب واعتبره إهانة في حق تلك الهامات لكن الذي لا يستطيع أي عضو من أعضاء المؤتمر إنكاره هو استفادته من ذلك التدريب، فكل من شارك في حضور الدورات التدريبية والتي أطلق عليها (دورات تحضيرية) لإزالة الحرج عن المتدربين، لا ينفي استفادته مما طرحته تلك الفتيات الشابات. عندما ناقشنا هذا الموضوع في احد اجتماعات المشترك علّق أحدهم على هذا التدريب قائلا: فعلا هم بحاجة إلى التدريب فلو كان لديهم أي فهم أو معرفة بالأعمال التي شاركوا بها في قيادة الدولة لما أوصلوا اليمن إلى هذه الحالة التي هو فيها. فتحية للمدربات هدى البذجي، وسماح محمد، ورباب المضواحي، ويمنى الأسودي، ولا أنسى من شارك من الشباب كأنس الشهاري والأستاذ القدير مراد فاضل الذي هو مدرب المدربين والمدربات. رابط المقال على الفيس بوك