هل نسيتم الزبيري؟ اليوم ذكرى استشهاد محمد محمود الزبيري أبو الحرية والأحرار اليمنيين بلا منازع، وصوت اليمن عبر تاريخ نضالها الكبير، لم يبق من الزبيري سوى شارع في صنعاء، ومدرسة في تعز سميت باسمه كانت ستمسح أيضاً لو كُتب لخطة الاستحواذ الأسري أن تنجح.. كان مسح رموز اليمن من الذاكرة هدفاً أساسياً، وفي المقدمه الزبيري ورفيق دربه النعمان. فالاستبداد أياً كان لا يطيق أن يرى الأحرار تُردّد كسيرة عطرة على ألسنة الجيل، لأنهم يريدون أن يطمسوا القدوة حتى لايبقى أمام الجيل إلا أبو الهول اليمني. كنا في السبعينيات نفرح بعطلة سنوية تخلد أبي الأحرار ونقرأ سيرته باعتزاز.. ألغي هذا اليوم بإعلان غير معلن؟. لقد قُتل محمد محمود الزبيري وهو يقاتل من أجل الحرية، هاله أن تقتل مرة أخرى باسم الجمهورية والثورة فأعلنها مدوية ولم يخلع بدلة الثائر. بحثت عن هبة أحبوك ياوطني.. فلم أجد لك إلا قلبي الدامي أرادها ثورة مستمرة حتى الحرية والمساوة ضد الظلم بكل ألوانه، ولأنه الزبيري فقد قُتل ووزع دمه بين القبائل، فصوت مثل الزبيري مزعج لأكثر من طرف وعائق لكل الطامعين.. استشهد وهو يرتب لمؤتمر حوار شعبي يمني يتدارك فيه الأمر ويصحح الانحراف وحتى يكون الحكم للشعب ويبقى العسكر بعيداً كجيش مهني.كان يرى أن الزج بالجيش في الحكم يمثل كارثة للشعب و(ديمة وخلفنا بابها) لأن الأصل أن يكون الجيش ضامناً لنظام الحكم الذي اختاره الشعب وحامي الدستور والمؤسسات، لقد كان حدس الزبيري عالياً وهو ينظر إلى بوابة الشر التي ستأتي من خلال توريط الجيش في الحكم.. ماذا لو رأى الواقع بعد كل هذه السنين وبعد أن تحول الحكم والجيش بيد أسرة والتوريث باسم الجمهورية غصباً عن الشعب وهو الذي صرخ حينها: وأنتم طبعة للظلم ثانية تداركت كل ما قد اهملوا ونسوا والحكم بالغصب رجعي نقاومه حتى وإن لبس الحكام مالبسوا بعد خمسين عاماً خرج الشعب اليمني معتذراً عن السبات الشعبي الطويل الذي رآها الزبيري سبباً لكل المصائب ومدخلاً لكل الطامعين. والشعب لو كان حيا ما استخف به فرد ولاعاث فيه الظالم النهم عن طريق ثورته المستمرة التي اندلعت في 11فبرائر التي جاءت لتعيد الاعتبار لثورة سبتمبر واكتوبر ولن تخمد ولن تتوقف لتصبح ثورة متجددة تطرد كل الأوهام والأطماع وتبني مجد اليمن بيد كل الشعب. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك