مرت ذكرى استشهاد أبي الأحرار محمد محمود الزبيري بصمت وبدون إشارة رسمية.. الشعب الذي ينسى شهداءه وعظماءه يحتاج إلى توبيخ لأنه يفرط بذاكرته الخاصة بالمجد والحرية والكرامة كل شعوب الأرض لديها كبار يحتفون بهم ليس لشيء سوى لتقديم نماذجهم الأبهى في التضحية والحرية والكفاح من أجل الوطن للأجيال, انه حفاظ على روح الثورات ووهج دماء الشهداء, والعظماء هم رموز تختزن كرامة الشعب وتوقه للحرية والانطلاق إلى مراتب الشعوب المتقدمة التي تحتفظ بتاريخ ونماذج كبيرة، وذاكرة تصلح أن تدرس للأجيال فالشعوب التي تفرط بعظمائها بحاجة فعلا إلى هزة في ضميرها تشابه هزات الكهرباء لفاقدي الذاكرة من المرضى. كنا نؤد بعد الثورة أن نسمع اسم محمد محمود الزبيري في ذكرى استشهاده ولو كما كنا نسمع قبل مجيء حكم صالح الذي ألغى عطلة واحتفاء ذكرى استشهاد الزبيري بقرار غير معلن ومقصود ولو جبر خاطر لشباب الثورة وإعادة الاعتبار لثورة سبتمبر التي طمست معالمها ومنها اسم الزبيري والنعمان وسواهم من الثوار الذين خاضوا حياة الثورة والنضال والتشرد عندما كان الحاكم هو مالك الأرض والسماء، عندما كان الشعب في سباته وجهله المفروض عليه، عندما كان الناس يحاصرون الأحرار كأعداء لله والوطن ,عندما كان الثوار يعدون على الأصابع، تتخطفهم الطير، كان الزبيري حادي الركب الجميل الذي كان ينسج خيوط الحرية ليوم ينخرط فيه الشعب في ثورته كحق يتسابق فيها الناس للتضحية.. أنها يوم الأمنية للزبيري الذي حدد سبب البلاء بسلبية الشعب وجهله وهو يصرخ: والشعب لو كان حيا ما استخف به فرد وما عاث فيه الظالم النهم إنها السلبية إذن، وأنها حياة الشعب أو موته من يحدد بقاء الاستبداد وسطوع الحرية وبقت هذه الصرخة تتردد في الأجيال حتى جاءت ثورة 11 فبراير التي كان يدعو لها الزبيري ويحلم بها مع أنها حلم مستحيل في زمن كان الأمام فيه كل شي ...لا اتصالات ولا تعليم ولا مواصلات ولا إعلام.... الزبيري استحق بجدارة لقب أبي الأحرار دون منافس حتى اليوم فهوا الذي قاد الثورة على الإمامة سلطة وفكرا مع زملائه الأبطال المنسيين والمغيبين وهو الذي قاد الثورة على الاستبداد الجمهوري عندما رأى أول معالم هذا الاستبداد ليقول إن الثورة يجب أن تكون على الاستبداد وسلب حق الشعب باسم الله أو باسم الشعب.. باسم الإمامة أو باسم الملكية لقد اخبرنا قبل استشهاد: والحكم بالغصب رجعي نقاومه حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا وانتم طبعة للظلم ثانية تداركت كل ما قد أهملوا ونسوا إننا نريد في زمن الثورة استعادة كل الأسماء المؤسسة لثقافة الثورة والتمرد على الظلم من أبي الأحرار وزميله النعمان إلى الفضيل الورتلاني وزيد الموشكي والمسمري والوريث وعبدالمغني وكثير من الأسماء العظيمة المغيبة للأسف والتي مثلت الكوكبة الأولى في مسيرة الحرية المستمرة التي يجب أن تبقى حية ويبقى رموزها أحياء بيننا. [email protected]