جلسات الحوار الوطني العامة التي عرضت على الفضائية اليمنية خيبت آمال الكثير من المواطنين, وأعادتهم إلى مشهد البرلمان كنسخة مكررة في الأداء وأسلوب التعاطي مع القضايا الوطنية من حيث النقاش والأخذ والرد بين الأعضاء, وهو المشهد الذي مله معظم أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وجعلهم يفقدون الأمل في السلطة التشريعية وفي قدرة أعضائها على تبني قضايا الناس والدفاع عن حقوقهم . وما أخشاه هو أن ينطبق الحال على مؤتمر الحوار الوطني الذي نعول عليه كثيرا في انتشالنا نحن ووطننا من هذه الأوضاع السيئة والمعقدة التي نعيشها ونتجرع مرارتها منذ سنوات بل عقود , واذا اصبح الأمر كذلك فإن ذلك يعني ضياع كافة الجهود والتضحيات التي بذلها الشعب وقدمها طوال السنوات الماضية من اجل بناء يمن جديد وصناعة مستقبل افضل وحياة بديلة ومغايرة ترتقي إلى مستوى طموحات وتطلعات جميع اليمنيين . وبعيدا عن الطريقة التي ظهرت عليها الجلسات العامة – الأولى – لمؤتمر الحوار الوطني , يمكننا القول انه وبعد توزيع فرق العمل والإعلان عن أسماء الأعضاء في هذه الفرق التي سيتركز عليها مهمة سير مجريات الحوار واستعراض القضايا الوطنية الأساسية المطروحة على المؤتمر , يمكننا القول إن مرحلة العمل الجاد للحوار والمتحاورين قد بدأت تتشكل من خلال تشكل هذه الفرق , وان ملامح الدولة القادمة ستتبلور من خلال أداء وعمل أعضاء هذه الفرق وحجم الجهود التي سيقدمها كل عضو أو كل طرف من الأطراف . من المؤكد أن الحكم على مستقبل الحوار الوطني في الوقت الراهن غير مقبول وغير منطقي , لكون المهمة الأساسية منه لم تبدأ بعد وهي مناقشة القضايا المطروحة على طاولة الحوار والدخول في تفاصيل هذه القضايا واستعراض المواقف والرؤى لكل طرف بشأنها وسبل علاجها , وهو الأمر الذي سيبدأ الآن خلال الأيام القادمة وعبر هذه اللجان , ما يعني أن مرحلة الجدية بضرورة حل المشاكل والأزمات ومعالجة القضايا والسير إلى الأمام في طريق التغيير واستكمال تحقيق أهداف ثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية , قد بدأت الآن بالدوران والسير ونحن بانتظار تحديد المسار أو الاتجاه الذي ستتجه إليه الأمور . ومن وجهة نظري الشخصية انه ولكي تسير الأمور في الاتجاه الذي يتوافق مع المطالب الشعبية ويلبي تطلعات وآمال الجماهير في التغيير وتحقيق أهداف الثورة وبناء الدولة المدنية الجديدة التي تنسجم مع إرادة كافة اليمنيين في الداخل والخارج وفي الجنوب والشمال والشرق والغرب والوسط , لابد من استمرار الفعل الثوري ممارسة الضغوط على مختلف مكونات الحوار حتى يتسنى لهم الاستجابة للمطالب الثورية , والعمل على استلهام واستيعاب روح الثورة ومتطلبات التغيير عند مناقشة القضايا وعند صياغة الحلول الجديدة المناسبة لها. كما انه لابد من أن تتظافر جهود ومساعي القوى الحداثية والمدنية والثورية داخل مؤتمر الحوار الوطني في سبيل إيجاد مشروع وطني كبير يستوعب كافة الرؤى والتصورات المختلفة ويتوافق عليه جميع مكونات الحوار على أن يعزز من عملية التغيير في شكل ومضمون الدولة وفي دستورها وقوانينها وأنظمتها ويكرس ثقافة المدنية والحداثية والديمقراطية بمضامينها الحقيقية ومفاهيمها المعاصرة . ونذكر الجميع هنا أن ساعة العمل الجاد قد بدأت الآن , لتعبروا عن حقيقة مشاعركم تجاه وطنكم وشعبكم ومن اجل الانتصار لأرواح الشهداء ودماء الجرحى الذين سقطوا في ميادين وساحات الثورة , فمن أراد أن يكرم نفسه فعليه أن يكرم وطنه وشعبه ويقدم كل ما في وسعه من اجل اليمن ومستقبل اليمن , ومن يعمل خلاف ذلك فأمره إلى الله, والله يحكم بيننا وبينه بالحق ....... ( والى الله ترجع الأمور) صدق الله العظيم. رابط المقال على الفيس بوك