على الملأ وفي قاعة الحوار وأمام تصوير القنوات رأينا الناشطة أمل الباشا في مشهد غير محبب سألت نفسي: هل مثل هؤلاء يعبرن أو يمثلن نساء اليمن فعلاً أو عن حقوق وحريات..؟ استباقاً للمزايدين فلست هنا ضد حرية الكلمة والتعبير والنقد ولكنني مع تلك الحرية كاملة في ظل ضوابط الشرع والمجتمع وعاداته وتقاليده.. وبما لا يتعارض مع حريات الآخرين، إذ أن رفع الصوت على شخصيات لها احترامها وفي مكان عام وعلى وسائل الإعلام بحجة الحرية والمدنية واستغلال كونها امرأة وبطبيعة المجتمع اليمني فلن يجرؤ احد على إلحاق الأذى بها، أبداً هذه ليست من أخلاق المرأة اليمنية التي رآها العالم كله وهي تشارك في المظاهرات والاعتصامات بكامل حشمتها وأدبها فكانت بحق رمزاً للمرأة المسلمة الكريمة... إن ما حصل في مؤتمر الحوار من البعض لا يليق أبداً بمجتمع يمني عريق يفتخر بتاريخه الذي صاغ جزءاً منه نساء عظيمات، ولست هُنا مدافعاً عن أحد ولكني كيمني انتقد إساءة نسوة يدعين أنهن يمثلن نساء اليمن، وما رأيناه في مؤتمر الحوار دانه الكثير من اليمنيين وعلى هذه الحادثة يعلّق الصحفي الشهير وعضو مؤتمر الحوار منير الماوري وهو شاهد عيان عليها بقوله على صفحته الخاصة في الفيس بوك: “في الماضي كنا نخشى انتقاد مشائخ القبائل أما في الحاضر فقد أصبحنا نخشى إرهاب النساء.” موقف أمل الباشا والتي أصبحت في الأيام الأخيرة زيادة على كونها ناشطة حقوقية أصبحت أيضاً بقدرة قادر ناشطة حوثية وهي تهاجم نائب رئيس اللجنة الفنية للحوار بقولها: يا منافق .. كلمات قالتها أمل الباشا للأستاذ عبدالوهاب الآنسي طبعاً الآنسي لم يرد عليها ..لكن بالله عليكم ماذا لو قال الآنسي لأمل باشا كلمة؟..كيف ستكون ردة الفعل.؟ وكم عدد الذين سيتضامنون معها؟ وكم عدد بيانات الإدانة وكم ..؟ وكم ستمتلئ صفحات الفيسبوك والتويتر تضامنا مع امل وتنديداً بما قاله الآنسي .؟ وسترون صورها في الصفحات منشورة في كل القروبات وأنه إرهابي تكفيري متطرف.. هؤلاء هم بعض ناشطينا وناشطاتنا الحقوقيين الموسومين بثقافة الكيل بمكيالين .. ولم يقتصر الحد على عبدالوهاب فحسب بل طال كلاً من الشيخ صادق حيث كادت أمل أن تسحبه من يده بينما هو يرد: اللائحة هي الحكم ولا فرق بين رجل وامرأة ! وكذلك الأستاذ يحيى أبو اصبع تتهكم عليه وتشير بإصبعها وتصرخ في وجهه يا منافق ولكم أن ترجعوا للفيديو الخاص بتفاصيل تلك الواقعة لتروا الحقوقية الراقية بأم أعينكم وتشاهدوها. هذه الحادثة ذكرتني بمقولة أظنها لصادق الأحمر عندما قال: أن مدنية بعض القبائل أكثر بكثير من مدنية بعض مثقفينا وناشطينا وهو فعلا ما نراه على أرض الواقع .. هذه كمثال ولها زميلات بنفس العقلية والثقافة والأسلوب إحداهن قامت على المنصة لترعد وتزبد لتطالب بمزيد من الانفتاح على حد زعمها والاهتمام بالرقص والغناء ليكون اليمن مدنياً هذا في نظرها هو ما ينقص اليمن ليكون في مصاف الدول المتقدمة هزلت ..! ولكم أن تحكموا كيف يمثلن هؤلاء نساء اليمن؟ ختاماً وجود مثل هؤلاء المسميات ناشطات في مؤتمر الحوار يؤثر سلباً على المكاسب التي حققتها المرأة اليمنية ويسيء إلى دور المرأة الحقيقي والأصيل، ومن حسن الحظ أن نساء اليمن قد تنبهن أخيرا لنشاطهن وزيف ما يدعين إليه..