“أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”.. لأن قولها حينها يعني أن ذلك القائل يعرض نفسه لكل شيء، وقد يكون أول تلك الأشياء هو الموت، وما أكثر الجائرين في زماننا..لكن في اعتقادي إنه من الجهاد أيضاً قولها أمام قاضٍ عادل، لأنها تزيد من عدالته، وتحافظ على نزاهة حكمه، وتنير له ما قد يضلله غيره عليه، ومازال زماننا فيه شيء من الخير والصالحين، وممن يقال عنهم في هذا السياق رئيس المحكمة العليا القاضي العلامة عصام السماوي، لكن في وطننا الحبيب هل تكتمل الصور الجميلة، وهل تنتهي القصص الحلوة بنهايات سعيدة؟! فلابد من جانب مظلم دائماً، يطغى بظلامه على ذلك النور مهما سطع وتألق، لكن ثمة أمل أن تؤتى الحقوق لأصحابها، أصحابها الذين يسعون ويسعون ويكافحون ويكافحون لكن دون جدوى، وكم كنت أتمنى أن تحظى المحكمة العليا بالذات بنماذج كهذه، فيا سيدي القاضي لابد من كلمة حق من امرأة تحفظ القرآن في قلبها، كلمة تحفظ نزاهتك وعدلك، وتضيء دربك الطويل الذي لا ينتهي، فأنت ياسيدي بحاجة لهؤلاء، أعني النماذج التي تتأجج بالفكر والعلم والثقافة والكفاح والنبل والإخلاص، هؤلاء البشر الذين لم يجدوا للقائك من سبيل، أو حتى طريق يجمعك بهم ولو بالصدفة، وعانوا من الظلم والقهر ما عانوا، وهم يلتمسون أن يجدوا من القدر إنصافاً ما، لكي لا يظلم أحد مثلهم، وخاصة من عامة الناس، الذين لا يظلم غيرهم دائماً في بلادنا. قد لا يكون من مسئوليتك البحث عنهم، وقد يكون من مسئولياتهم المجيء إليك، لكن قد لا تساعدهم الظروف للقائك، لأنهم لا يحملون قضية بين أيديهم، لأنهم قضية تمشي على الأرض، ووثائقها مكتوبة على ملامح وجوههم، وأناملهم التعبة المتألمة من ظلم الزمان وأهله. وأنا أحد هذه النماذج، النماذج التي قد لا تكون بذلك الذي سبق إلا بما صنعه الدهر من ظلم لم تقف في وجهه عدالة يوم ما، فقد أقبلت أحمل شهاداتي وجوائزي ومؤهلاتي ووو. وثمة أمل لدي أنك ستنصفني، وسأجد مكاناً هناك في المحكمة، بعمل يناسب تخصصي لا لشيء، إلا لكي لا يظلم أحد مثلي، وفي صلاة استخارتي وجهني ربي إليك، لكن منعت من لقائك لأني بغير قضية، وأنا نفسي القضية لكن بجلباب أسود، وعدت وأنا أشعر أن ما نحمله من شهادات وإبداعات وإصدارات ومظالم لاتصلك ولن تصلك. والأمر لا يتوقف علي فقط، وعلى سرقة درجتي الوظيفية ل8 مرات في الجامعة والمدارس وجائزة الرئيس، وفوزي ب 12 جائزة خارجية و9 داخلية، آخرها في حفظ القرآن والسنة والعمل الخيري، لكن منع الناس من لقائك أيضاً إلا بقضية لابد من النظر فيه وعمل ضوابط خاصة له، فنحن وأمثالنا كثر قضايا إن لم تنصفها أنت بعد رب العالمين فمن ينصفها. قد يجمعني القدر بك يوماً ما، وسأثبت لك أنك قادر على إنصافنا، وإعادة حقوقنا التي نهبت منا، فقط لأننا لم نجد من يسمعنا ويفتح بابه لنا.. ووحده ربي من وراء القصد.. رابط المقال على الفيس بوك