«6» وهنا يمكن التأكيد أن المنافسة الحقيقية لأحزاب المشترك في الانتخابات الرئاسية قد جعلت علاقتها بالرئيس السابق صالح تقف على مفترق طرق، ويمكن التأكيد أن مخرجات النظام السياسي في مرحلة ما بعد انتخابات 2006 حتى اللحظة أظهرت نظام صالح عاجزاً وفاشلاً في إدارة شؤون البلاد، ابتداء من أول حدث مهم وهو الحصول على قرابة خمسة مليارات دولار في مؤتمر لندن للمانحين نوفمبر 2006، وحتى طرق التعاطي مع المبادرة الخليجية القاضية بتنحي صالح ونظامه، مروراً بأحداث الحراك الجنوبي وحروب صعدة ومكافحة الإرهاب والبطالة والفساد، وتحقيق استقرار للوضعين الأمني والاقتصادي، وفشل التعامل مع مجموعة أصدقاء اليمن، والعجز عن إحراز أي تقدم في مضمار الانضمام لمجلس التعاون الخليجي، وعدم تحقيق أي نجاح منذ 2006 باستثناء استضافة بطولة خليجي20، نتيجة تكاتف الجهد الشعبي الكبير. وأتذكر في 2006 أن المهندس بن شملان “رحمه الله” قال كلمتين أثبت الواقع عاجلاً صدقيتهما: الأولى: أخشى أن يعجز النظام في استيعاب أموال المانحين. وقد حدث. والأخرى رأى ببصيرته الثاقبة أن الشعب سيسبق الأحزاب نحو المطالبة بالتغيير. وقد كان. كل ذلك ليس مغرداً عن صلب الموضوع؛ فأخطاء النظام السابق الفادحة، جعلت جسده يبدو عارياً، سهلاً للاختراق والاستفزاز، وهذا ما دفع كثيرين إلى محاولة “إنقاذ” اليمن، من “هاوية” النظام، وعادة ما كان أولاد الشيخ الأحمر هم مصدر قلق واستفزاز للرئيس السابق صالح، نتيجة تحركاتهم الواسعة على المستويات الاجتماعية القبلية، والمالية والسياسية، في الوقت الذي ظل ولده “أحمد” سجين بزته العسكرية، منعدم الحضور السياسي والاجتماعي، وهو المعد لخلافة أبيه، فمرة سعى صالح لإفشال مؤتمر الحوار الوطني، الذي كانت تعد له اللجنة التحضيرية للحوار، ومن ورائها أمينها العام حميد الأحمر، ثم ما لبث أن استفز الرئيس صالح مرة أخرى، ومصدر الاستفزاز هنا هو حسين الأحمر، الذي أعلن عن تأسيس مجلس التضامن الوطني في مطلع 2009 وضم شخصيات اجتماعية وحزبية من كل اليمن. رابط المقال على الفيس بوك