تعز التي اشتهرت بصفة المدينة الحالمة ،وانتشار التعليم فيها منذ عهد الإمامة ، تعز التي اشتهرت بثقافة أبنائها ، ها هم بعض أبنائها يتشربون ثقافة حمل السلاح ، ولا يحملونه للزينة بل لتصفية الحسابات الخاصة .... بين كل فينة وأخرى نسمع عن قتل شخص هنا أو هناك ، وكأن مدينة تعز أصبحت مرتعا للجريمة ، قتل هنا ، وعصابة هناك ...منذ متى كانت تعز مسرحا للثارات ، منذ متى كانت تعز تنشر ثقافة الانتقام ..ليست هذه تعز ... أنا ابنة تعز ، ابنة واقعها ، التي تعيش مراحل مخاضها كل يوم ، ولا أعتقد أن ما يحدث في تعز طبيعيا ، فهناك من يدير ما يحدث في تعز بالريمونت كنترول ، هناك من يريد لمؤسسات تعز أن تُصاب بالشلل ، ليتصيد الأخطاء ، ويثبت فشل الآخر ، هناك من يريد لتعز أن تظل تعيش مرحلة صراع مستمرة على مقاعد المؤسسات المحورية في تعز ، وكل ما يحدث من صراعات هي لتشتت أبناء تعز عن المشروع المدني الذي خرجوا في الثورة لأجله ، لذلك فأنا أدعو كل الأحزاب التي بُحت أصواتها وهي تنادي بالمشروع المدني أن تضع يدها بيد محافظ المحافظة شوقي هائل من أجل البناء ، من أجل تعيين الكفاءات ، وأن تتخلى عن المحاصصات ، وإن ثبت مستقبلا أن هذه الكفاءات ليست بقدر المسؤلية فلكل حادث حديث ، فتعز لا تستحق أن نراها تنزف بدماء أبنائها كل يوم ونظل صامتين . هذا من جهة ومن جهة أخرى آن لجميع الآحزاب في تعز أن تتخلى عن الحرب الباردة فيما بينها وبين القيادات السياسية، وأن تستجيب لنداء أبنائها ، وتعمل يدا بيد من أجل دولة مدنية خالية من المحسوبية ، آن لهم أن يرتقوا ، ويتخلوا عن السياسة القديمة التي تتصيد الأخطاء لكل طرف ، فمحافظ المحافظة لن يستطيع أن يبني تعز بمفرده مالم يلتف جميع أبناء المحافظة حوله ، والأحزاب لن تنجز شيئا من دون وقوف محافظ تعز إلى جانبها ، وسيظل الشباب في صراع بين رغبتهم في البناء وبين عدم ثقتهم بالقيادات إذا ماظلت الحرب الباردة دائرة بين جميع الأطراف ، دعوا عنكم الشعارات، وتبادل الاتهامات وابدؤوا بالعمل ...فاليد الواحدة لا تصفق . وإن كان الجميع متفقون لبناء مشروع مدني أمام الكاميرات والفضائيات فلماذا تنزف تعز خلف الكاميرات ، فالمشروع المدني ليس لديه وقت للالتفات للماضي إلا بما يخدم المستقبل ، والمستقبل هو هدفنا جميعا ، وإذا لم ننتبه إلى ما يحدث في تعز من صراع حول المناصب ، و من انتشار لثقافة السلاح والانتقام التي سادت بين العامة وبين بعض الجهات المكلفة بحمل السلاح سوف نصل إلى طريق مسدود .. وستذهب دماء الشهداء هدرا ، فما لهذا ضحوا بأروحهم ... رابط المقال على الفيس بوك