العالم كله يهتم بالبيئة، وأهم مكونات البيئة “الغطاء النباتي” أي الشجرة بأنواعها المختلفة.. ولذلك تسمى أحياناً المناطق الغابية، والشجرية “بالبيئة النباتية”.. وأهمية البيئة النباتية تأتي من تأثيرها جداً على البيئة الحيوانية، والبيئة المناخية، إضافة إلى أنها تؤثر في حياة الإنسان بشكل عام غذاءً وسكناً وصناعة وجمالاً وسياحة وأثاثاً.. فالنبات يدخل في حياة الإنسان بشكل كامل، ولا يمكن الاستغناء عنه. نعلم نحن الآدميين ما يعكسه وجود شجرة هنا أو هناك، ومدى تأثيرها إيجابياً على الجانب النفسي للإنسان.. إنها تشعر الإنسان بالارتياح وكذا الاسترخاء، وتحرك في داخله، وعقله الكثير من الأشجان والأشواق الجميلة، والحلوة، ولذلك لا غرابة أن الأسر الريفية، والحضرية وإلى فترة غير بعيدة كانت الأسر تهتم بالنباتات المثمرة، وكانت الحدائق مزدهرة حول المنازل، وكذا البساتين التي تتواجد فيها أشجار “الفرسك، والجوافة، والرمان، والبلس “التين غير الشوك” إضافة إلى النباتات الصغيرة المنتجة مثل “الطماطم والفلفل البسباس والكوسا، والنعناع وفي الحقول كان يزرع “الدبا” الأصفر المدور” الذي يدخل في صناعة الجام والمربيات ويدخل في بعض الوجبات الغذائية.. لقد كانت الأسر بشكل عام إذا لم تكن بشكل كامل تهتم بالكثير من المنتجات الغذائية.. حتى تلك التي لا توجد حولها مساحات كانت تستخدم أسطح المنازل لزراعة الكثير من أشجار الزينة، والروائح، وكذا أشجار الفلفل، والنعناع والأشجار الزاحفة، أو تلك المتسلقة مثل “الكشت” باستخدام بقايا الصفائح المعدنية، البلاستيكية التي تملأ بالأتربة لتستخدم لهذه البساتين المنزلية السطحية.. مثل هذه الاهتمامات تكاد اليوم أن تختفي في الحضر، لكنها ما زالت توجد عند البعض من أسر الريف، ناهيك عن إنتاج الرياحين والورود، والزهور والفل والياسمين والكاذي.. إننا نطرح مثل هذه الظاهرات التي تسير نحو الانقراض والاختفاء، علّ الناس ينتبهوا ويستيقظوا، ويعودوا إلى الاهتمام بالبساتين والحدائق المنزلية.. فهي بمثابة رئات تتنفس منها الأسر ما يحلو لها من الجمال، والروعة، والحلاوة.. فرؤيتها فقط تُسرّ الناظرين. المؤسف أن أعوام الأزمة في بلادنا قد جعلتنا ننسى يوم الشجرة الذي كان يوماً وطنياً يتم الاحتفال به رسمياً، وشعبياً، والحكومة كانت تعطي ليوم الشجرة أهمية خاصة ابتداءً بتحديد مواقع التشجير، والمشاتل التي تعد وتحضر الأشجار وتنسق بين وزارة الدفاع، والتربية وذلك وفق خطة عامة، وعلى مستوى كل محافظة.. حيث تتوزع المواقع أو المساحات المستهدفة بالتشجير على المدارس، والمعسكرات، وموظفي الوزارات والمؤسسات، وتوفر في ذلك اليوم من كل سنة كل لوازم غرس الأشجار.. لكن يظهر أن الأزمة قد أثرت ونسي الناس يوم الشجرة.. إنما ليس مشكلة فالوقت كله، والأيام كلها تصلح يوماً للشجرة.. فليحتفل كل مواطن بغرس ولو شجرة واحدة. رابط المقال على الفيس بوك