القارئ الكريم.. الاهتمام بالبيئة يبدأ من منزلك، أي الاهتمام بالبيئة المنزلية من حيث النظافة، والعمل بالشروط الصحية في المنزل.. لقد مر وقت، ونحن نشاهد العمران ينتشر ويتسع ويتمدد شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، دون الاهتمام بترك أي فضاءات لاستخدامها كحدائق وبساتين تغرس فيها الأشجار، سواء أشجار الزينة، أم الأشجار المثمرة ذات الفائدة، والتي تلعب دوراً كبيراً وهائلاً في إضفاء أجواء مسرة ومفرحة حول المنزل بروعتها وجمالها وتغير أحوالها في أثناء الفصول الأربعة من نفض للأوراق، والتعري في أثناء «الخريف والشتاء»، ومن إخضرار وإزهار، وإثمار خلال فصلي «الربيع والصيف»، وما يتبع ذلك من إحساس نفسي ومادي في حياة الإنسان بانعدام الرتابة والجمود، ووجود التغير والتجدد في الحياة، الأمر الذي يقنع الآدمي بضرورة التغيير والتحول في الحياة، بل ويتعلم الأخذ والعطاء، لأن الشجرة مدرسة رائعة في الحياة، ناهيك عن الخدمات التي تقدمها للإنسان من حسن المنظر، وتنقية الجو، وتعطيره بأريج أزهارها، وثمارها، فتبعث الرضا والسعادة في حياتنا. الاهتمام بترك مساحات فضاء لم تعد في بال الإنسان، أو في دائرة اهتمامه، وهو الأكثر تحضراً ومدنية من أبيه الذي كان أكثر اهتماماً بهذه الأمور البيئية، وكأنها جزء من حياته، فلا يخلو بيت من حديقة أو بستان، ومن لم يجد فكان يكتفي بغرس شجرة واحدة أمام المنزل، ويوليها عنايته واهتمامه، ويحميها من الأطفال ومن الحيوان، ويهتم بسقيها، وتحويض التربة حولها، وإضافة مخلفات الماشية إلى تربتها، ومن يراه يعتقد أن تلك الشجرة واحدة من أولاده. ونحن اليوم، وكل من يفتقر للمساحة حول منزله بإمكانه أن يوجد لمنزله حديقة في سطح المنزل، وفي شرفات النوافذ، باستخدام بقايا الأواني البلاستيكية، وفتحها وملئها بالتربة، ووضعها في سطح المنزل، وزرعها بالنباتات الصغيرة المتسلقة والزاحفة مثل «القرنفل» والزهور، وكذا الورود، أو نباتات الخضر المفيدة مثل «الطماط، الفلفل، النعناع، والكبرزة» وما شابه ذلك.. إنها أمور سهلة، ولكن عوائدها الجمالية والنفسية كبيرة جداً.. فإذا أثمرت لديك الحس الجمالي فلاشك أنك ستهتم بنظافة المنزل، وحول المنزل، ومن اهتمام مجموع المنازل بذلك سيكون الحي جميلاً، وبالتالي المدينة جميلة.