سنظل ندور في حلقة مفرغة من أمرنا، مالم تكن لدينا رؤية واضحة وشفافة حول إمكانية الخروج مما نعانيه اليوم من إشكالات كثيرة.. وما أكثرها على مستوى واقعنا والذي أضحى يشمل كافة الجوانب دون استثناء، وأصبحت كل المؤشرات تتجه نحو الإيغال بالكلام فقط دون النظر لما ينبغي عمله تجاه هذا الوطن والمواطن، خاصة ونحن نعيش في ظل ظروف صعبة للغاية، ومرحلة دقيقة تمر بها بلادنا، الامر الذي يستوجب التعاطي مع هذه الأوضاع بمسئولية وإدراك كبيرين، لأنه لا يمكن أن نحل مشاكلنا وقضايانا العالقة، ونحن بعيدون عنها ولا نعيرها أي اهتمام.. بقدر ما ننتظر الحلول أن تأتي من هنا وهناك جاهزة، أو نستجدي الآخرين بأن يحلوا مشاكلنا فهذا مستحيل، مالم نعتمد على أنفسنا ونساعد بعضنا بعضاً في إيجاد المعالجات والحلول الناجعة لأن اليمن لا ريب فيها من الكفاءات والخبرات التي يمكن الاعتماد عليها في حل كثير من هذه الإشكاليات، لكن لا ندري.. أين يكمن الخلل؟ وما الذي يجري في هذا الوطن؟ فالملاحظ يرى بأن الأمور كلها ملخطبة، ولا نعرف إلى أين نحن سائرون؟ كان يفترض ممن يعنيهم الأمر الوقوف أمام كافة الإشكاليات التي يعانيها المجتمع، دون تلكؤ أو هروب من المسئولية الملقاة على عاتقهم، ووضع الحلول المناسبة لها، لكن ما يحدث أمر غريب في هذا الوطن، وكأن مشكلات كهذه لا تمت لأولئك المسئولين بصلة، بقدر ما تزداد تفاقماً من ذي قبل لاسيما إذا ما نظرنا.. لما يعانيه الناس في الوقت الحاضر سنجد بأنها لا تقتصر على جانب دون آخر، بل أضحت تشمل كل الجوانب الحياتية، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه مهما كانت المبررات.. لأن أموراً كهذه لا تعد تحتمل من قبل الجميع.. وبالذات حال ما تصل الأمور إلى هذا المستوى من التردي، المشين، والاقتصادي، والسياسي، والأمني، والثقافي، وغيره ودون أن تجد لها المعالجات الجادة والسريعة.. بينما كان ينبغي من الحكومة ، أن تقوم بوضع الأولويات الماسة لحياة الناس، كتحسين الأوضاع المعيشية، والاقتصادية، وتوفير الاحتياجات الأساسية كالمياه، والكهرباء، والصحة، والتعليم، والخ.. فضلاً عن توفير الأمن في كل منطقة بدلاً ما نراوح في أماكننا دون أن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام.. لأن بقاء مشكلات كهذه ربما سيترتب عليه مآلات كثيرة، لا نقدر على حلها مستقبلاً مالم تكن هناك حلول سريعة وعاجلة، وعمل أقل ما يمكن، أن نبدأ بمعالجة مشكلة الكهرباء، ومن ثم المياه، وهكذا حتى نكون بشراً مثل الآخرين.. في هذا العالم الذي لم يعد يعاني مشكلة مثل ما نحن نعاني كل شيء في حياتنا. رابط المقال على الفيس بوك