ستظل مشكلة الكهرباء في بلادنا، ملازمة لأحوالنا المعيشية والاقتصادية دون انفكاك منها، مالم تكن هنالك معالجات جادة وعملية وبحيث تكون وفق خطط علمية، ورؤية ثاقبة، مبنية على أسس صحيحة، وسليمة، وبعيدة عن التسويف والارتجالية، والتي دائماً ما تتم بطرق غير مدروسة أو ممنهجة، ومثل هذا ما تكون انعكاساتها سلبية على الحياة العامة لأن معالجة بهذه الصورة تكون وخيمة بحد ذاتها، كونها غير معتمدة على خطط ودراسات وأبحاث علمية.. كما أن القائمين على هذه الخطط هم ليسوا بالمستوى المطلوب ولذلك نجد بأن معظم الخطط التي تنفذ على مستوى الواقع يكون مصيرها الفشل الذريع نتيجة لعدم الأخذ بالرؤى المستنيرة في هذا الجانب، أو أقل ما يمكن الاستفادة من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا المضمار.. إنما مسألة كهذه لم يتم أخذها بعين الاعتبار بقدر ما تكون الهوشلية والمزاجية هي السائدة في التعاطي مع هذه الأمور دون دراية أو إدراك لما ستؤول إليه تنفيذ هذه الخطط سواءً كان ما يخص الكهرباء.. أو غيرها من المجالات الأخرى.. وبالتالي يكون من نتائجها معالجات مؤقتة ولا تخدم حياة المجتمع من حيث استمرارية عملها بشكل دائم، بل إنها تضيف اعباءً كبيرة على الدولة وخاصة في حال ما تتعرض لإشكالات أو اعتداءات، كما هو حاصل اليوم من انطفاءات متكررة للتيار في معظم محافظات الجمهورية، رغم أنه كان بالإمكان ايجاد معالجات ناجعة لهذه المشكلة أكان خلال الفترة السابقة للحكومات المتعاقبة أو خلال هذه الفترة كحكومة الوفاق الوطني. إنما مسألة كهذه، ربما لم تؤخذ حتى الآن من خلال نظرة مستقبلية، وما ينبغي عمله إزاء هذه الانطفاءات والتي أضحت فعلاً تؤرق حياة الناس وبشكل كبير، بالوقت الذي لا توجد معالجات فعالة، سريعة للتعاطي على أوضاع بهذه الصورة التي نحن عليها حالياً باعتبارها معالجات ترقيعية دون إمعان النظر إلى ما يجب على الحكومة أن تقوم به، وبأسرع وقت ممكن، وهو القيام بعمل محطات كهربائية كبيرة على السواحل اليمنية.. سيما وان اليمن تمتلك مياهاً بحرية وتمتد بمسافة أكثر من 2500 كيلومتر من البحر الأحمر وحتى البحر العربي، وهنا يمكن تأمين هذه المحطات دون أن تتعرض أبراجها لأي اعتداء عليها لكن مادام أمر البلاد والعباد مركباً على محطة مأرب الغازية فهذا هو الإشكال بعينه. وكان الأجدى أن تقام محطات على السواحل سابقاً لكن لم يتم ذلك لماذا؟ لا أدري لذلك يستوجب على الحكومة أن تكون نظرتها ثاقبة وبعيدة المدى بحيث تقوم خلال الفترة القادمة بعمل محطات إضافية، ولو بخطوات تدريجية حتى يستكمل أعمالها بعد فترة ومن ثم ستكون هي المحطات الرئيسية المغذية للتيار على مستوى الوطن، إنما نظل على هذا الحال أو الوضع المزري للكهرباء فهذا معيب في حق حكومتنا ودولتنا مالم تتعامل مع مشكلة كهذه بروح من المسئولية الملقاة على عاتقها، وبالتالي عليها أن تبدأ بمتابعة أولئك الذين يقومون بالاعتداء على أبراج الكهرباء واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم حتى يكونوا عبرة للآخرين. لأن بقاء الوضع بهذا الشكل ربما يزداد أكثر فأكثر بقدر ما ستسوء الأحوال، وتضطرب الحياة وتتعطل مصالح الناس، وهذا ما سيكون له مآلات كثيرة على الوطن برمته، مالم يتم استدراك الأوضاع والتعاطي معها بصورة مثلى وراقية حتى يشعر المواطن بالاستقرار والطمأنينة لأن من غير المعقول أن يظل التيار منقطعاً عن المواطنين لفترة طويلة من الوقت.. لذلك ينبغي على حكومة الوفاق الوطني أن تدرك مسئولياتها إزاء ما يحدث في هذا الوطن من عبث مشين لا مثيل له في أي مرحلة تاريخية سوى في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من حياة وتاريخ شعبنا الصامد والذي ينتظر بفارغ الصبر لما سيتمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني، من نتائج ايجابية تلبي متطلبات المرحلة القادمة ليتمكن من العيش بكرامة وحرية.. وفي ظل المواطنة المتساوية، والتكافل الاجتماعي وإقامة الدولة المدنية الحديثة. رابط المقال على الفيس بوك