يواجه أحمد العرامي الكاتب والناقد والشاعر والمحرر الثقافي بمجلة «معين» الذي يعمل مدرساً للأدب الحديث في جامعة البيضاء حملة تحريض وإرهاب، كما صدر قرار تعسفي جائر بفصله من كلية رداع التابعة للجامعة إضافة إلى اتهامه بنشر الفاحشة ، على خلفية قيامه مؤخراً بتخصيص جزء من رواية «حُرمة» للروائي اليمني المعروف علي المقري، كمقرر ضمن مادته الدراسية. وكانت رواية «حرمة» لاقت انتشاراً عربياً واسعاً، وفي روايته ينتقد المقري التطرف بشكل أدبي إبداعي مثير، إلا أن العرامي - كما أفادت الأنباء- «تفاجأ بلوبي أكاديمي يطلب منه تفسيرات حول ذلك، على اعتبار أن ما قرره للطلاب يعتبر انتهاكاً لمبادئ وقيم الكلية». والمعروف عن مدينة رداع تكوينها ووعيها القبلي المعزز بانفلات السلاح جداً، ومنذ فترة صارت تنتشر فيها الميليشيات القاعدية التي دخلت في صدام دموي لم يهدأ حتى الآن مع الجيش. قال العرامي : “إن أحد الطلاب طاردني حتى مغادرتي الكلية، وهو يريد أن ينصحني بالتوبة، لأني أنشر الفحش حسب رأيه”.. لكنه استدرك «ومع ذلك ما زلت أتحسس الرضا في صدري حين وجدت أغلب الطلاب استمتعوا بقراءة الرواية، وطلبوا رواية أخرى». وأضاف العرامي: تلقيت تهديدات بالقتل، وصدر قرار بفصلي من وظيفتي في الجامعة.. وتساءل: هل سمعتم من قبل أنه تم فصل موظف “حكومي”؟ حتى القتلة ما زالوا يحتفظون بوظائفهم ويعيشون آمنين! وأنا لا أدري من أواجه الآن! العرامي أوضح: أتلقى تهديدات بالتصفية (وتعليق رأسي على مداخل مدينة رداع كما توعد بذلك أحدهم) وفوق هذا أواجه خطراً بخصوص مستقبلي الوظيفي والأكاديمي. كل ذلك لأنني طلبت - أو بالأصح - اقترحت على طلابي في الكلية قراءة رواية «حرمة» للروائي اليمني علي المقري، وعلى طالباتي قراءة رواية “الرهينة” لزيد دماج، فانقلب العالم فوق رأسي: القتل، والفصل. ومن ناحيته وصف المقري العرامي بالمتحمّس دائماً للكتابات الجديدة ولا يحسب للعقبى كحال كلّ مبدع حرّ ومتميّز، داعياً إلى التضامن معه «لكي لا يحصر درس الأدب وتمنع تجاربه». بالتأكيد نتضامن مع العرامي ونطالب بحمايته وإعادته فوراً لوظيفته، وبشكل خاص نتخوف من استغلال القضية لتصفية حسابات سياسية معه على خلفية وقوفه ضد الفساد بالجامعة واحترامه لقيمة الحداثة التي لاتزال مغيبة في أغلب جامعاتنا، فيما تعتمد على تدريس نصوص الماضي البائدة للأسف.. نتضامن مع العرامي ضد انساق القبيلة وايديولوجيا الفكر الأصولي السطحي، نتضامن معه احتراماً وانتصاراً لقيم الأدب والتنوير والعلم والمعرفة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك