لأول مرة يحن رعد الربيع هذا العام دون (أمي) لقد كانت خير من يستجيب للرعد ويناغي السحابة، لقد ترعرعت هي وسحابة نيسان كزهرتين في الوادي كانت تهتز للسحابة وتطرب لرعد الصيف كحبيب غائب وتطلق الأهازيج التي لم أسمع لها مثيلاً (رعد رعد وامى رويعد الصيف ووه مشوق الحجاج مبكي الايتام وووه ) هذا الصيف زارني النسيم المحمل بزخات المطروشعرت أنه يعزيني بأمي أو يبلغني سلامها وهي التي رحلت ورحل معها طرب الأزهار واغاني (مبكر) وأهازيج (الذري ) كانت أمي أول من توقظ العصافير في نيسان (بشعب العفوف ..وهوب القاهري) الواقع في جبل الراهش من بلاد المعافر (اتهردي وغبرى اليوم ذري ) لتخبرالعصافير بموعد لبس الجديد وقدوم أيام (الذري) وامزان نيسان ووروده التي تزرع بخدود الصبايا والشبان ( اين وردك وانيسان... قال بخدود الشبان ) يتماهى فيه الجمال والزرع والحب الشائع بين الكائنات, وحده موسم الصيف ينعش الحياة والاخضرار في النفس قبل اخضرار الآكام والروابي والسهول وينطلق المزارعون لا هم لهم الا استقبال المطر وأناشيد الربيع الصادحة مع (الجوالب )والعصافير و(مريم الراعية والسقسوق ) ... كلما عاد الربيع مرت غوية الصيف وحن الرعد سمعت الدنيا تغني كلها فرحاً (حن الرعد والماطر سكب الليل) وخيل لي ان السماء في ضيافتنا واحسست بقلبي يكسوه الظل المحمل بالأسرار الغامضة والاخضرار القادم من قلب السحابة المحملة على أجنحة (ريح الشمال) الذي يستحثه عمي عبده بصوته الجميل (ووشمالي جويد هوروبه جى الليل ) فتأتي السحابة مسربلة بالضوء والمزن الهطال محملة بالأهازيج واللواعج المرسلة من حنين الآباء وأشواق الأمهات وأخاديد الزمن وأفئدة الدهر الدامع بالإنسان المفارق والمطارد (بكر العشي وجري النهار ) !!! عندما يأتي موسم المطر أعيش مع الغمامة والمزن وتنتابني حالة من الرغبة للحصول على (شبابتي) التي أعرتها الريح يوماً ورأيتها هناك ، هناك تحت عرش الرحمن حينها أتمنى أن أعود طفلاً وان يعود الطفل طيراً والطير سحابة والسحابة (نجمة الصباح ) والصباح فرح لا يموت ولا يغرب. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك