من نافل الكلام الإشارة إلى أن مصطلح الربيع العربي جاء مقروناً بربيع براغ الذي كان في ذروة الحرب الباردة، وتميز بسجايا سياسية أوروبية لا علاقة لها بالثقافة السياسية العربية الصادرة عن مرابع الداحس والغبراء ، والمسافرة بقوة دفعها التاريخي المستعصي على العصور والدهور ، ولهذا بدت التسمية منذ الوهلة الأولى متفائلة حد الغياب ، ونرجسية حد الخيبات المتتالية التي تابعناها في عالم الربيع العربي ، فمن تونس التي وقعت في قبضة توازن كئيب يتغول فيها من يناجزون العصر والمستقبل ، إلى مصر التي تشهد تراجيديا سياسية تذكرنا بالفلسفة البيزنطية العقيمة .. يوم أن تبارى المجادلون البيزنطيون حول البيضة والدجاجة وأيهما أسبق ، فيما كان العدو على مرمى حجر من مدينتهم المحصنة بالجند ، والفاقدة للقيادة .. تلك التي انصرفت لجدلها السفسطائي، فيما تركت الجند دون قيادة، فسقطت مدينتهم بين عشية وضحاها. نأتي على ليبيا التي اشتعلت بمرجل التدخل ، واختتمت ملحمة الموت بفداحة المآل لمن كان قبل حين يتأله متناسياً قوانين الأرض والسماء ، وصولاً إلى واقع مترجرج تهزه المليشيات المسلحة ويندفع فيه جحافل الزاعمين بأنهم يملكون الجواب على أسئلة الوجود والغيب معاً !!، وأخيراً وليس آخر كانت التجربة اليمنية التي قيض الله لها رشداً توافقياً داخلياً ، وحسابات دولية متسقة ، فخرجت من محنتها صوب مستقبل مازال محفوفاً بالغموض والتوقعات المتنوعة . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك